عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2014-09-12, 4:06 PM
البركة سليمان
مشرفة سابقة منتدى الشؤون الأسرية والمشكلات النفسية والاجتماعية
رقم العضوية : 188581
تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2014
عدد المشاركات : 6,158

غير متواجد
 
افتراضي أنت، مؤمن فهل تترك بلا امتحان؟؟؟

"أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ" سورة العنكبوت

قل ما شئت، قْل: أنا مؤمن، فهل تُتْرَك بلا امتحان ؟


قل: أنا أحمل شهادة دكتوراه، هكذا ؟ أفتدع الدولة إنساناً يضع على غرفة بيته لقب دكتور من دون أن تُحاسبه، من دون أن تطالبه بالشهادة، وبالترخيص، هكذا ؟ إنسانٌ مثلك فرضاً لا يقبل منك أن تدَّعي شيئاً لست في مستواه..


﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا ﴾ أن تقول أنا مؤمن، ثم تأتي ظروف ضاغطة، وظروف مُغرية، فماذا تفعل ؟ لو أن الأمر بسيط يكفي أن تقول: أنا مؤمن والحمد لله، وأن تصلي هذه الصلوات الخَمْس، وأن تصوم رمضان، وأن تحجَّ البيت، وأن تؤدي زكاة مالك، وانتهى الأمر، لكانت القضية سهلة جداً، ولكن إذا قلت: أنا مؤمن، فهناك امتحاناتٌ لا نهاية لها، لابدَّ من أن تكشف من أنت. ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ ﴾

تقول: أنا أحبُّ الخير، لكنَّك قاعدٌ في البيت، يأتي من يطرق بابك، ويقول لك: هل لك في خيرٍ ساقه الله إليك ؟ تعتذر، إذاً هذه دعوى، هذا الكلام كذب، تقول: أنا أحبُّ الخير، أنا أحب التضحية، أنا أحب الفداء، أنا أحب الصدقات، أنا أحب مجالس العلم، فيأتيك زائرٌ قليل الشأن من غير موعدٍ تُضَحِّي بمجلس العلم من أجله، أين حبُّك لمجالس العلم ؟ قل له: اذهب معي يا رجل، جئتني على غير موعد، وأنا عندي موعد، أيُّ شيءٍ تدَّعيه، أي شيءٍ تقوله لابدَّ من أن تُكْشَفَ حقيقتك فيه،


أي أيها العباد، لا تحسبوا أنني غافلٌ عنكم، أيها العباد، لا تحسبوا أنكم بدعواكم تكذبون على الناس، وتفعلون ما تريدون، إنني كفيلٌ أن أكشفكم على حقيقتكم..

تلاحظ أكثر الناس في الرخاء يقول لك: الحمد لله، يا رب، لك الحمد، الله متفضِّل، فهل هذا هو الإيمان ؟ لا والله، الإيمان أن تأتي الشدائد وأن تقول معها: يا ربي لك الحمد، هذا فعلك، وهذه يدك الكريمة، وهذا قدرك، وهذا قضاؤك، وهذه حكمتك، وهذه رحمتك وأنا راضٍ بها، البطولة في الضرَّاء لا في السرَّاء، معظم الناس إذا جاءهم الإكرام الإلهي يحمدون الله عزَّ وجل.
﴿ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(11) ﴾
- من كلام النابلسي-.

ويقول الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه:

إنها معركة ابتلاءات وتمحيص تُبيِّن الغَثَّ من السَّمين، أَلاَ ترى المسلمين الأوائل كيف كانوا يُعذَّبون ويُضطهدون، ولا يجرؤ أحد على حمايتهم حتى اضطروا للهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة... {أَحَسِبَ الناس أَن يتركوا أَن يقولوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2].


توقيع البركة سليمان
شكــــــــــــــــــــــــرا لك وقفة محاكاة على التصميم والكلمات المعبره، وربنا يعافيك ويعافي من تحبين من كل شر.
https://www.youtube.com/embed/gOht2y7fZWA?ecver=2

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها