
هل جربت هذا الأيس كريم....
لا يوجد شيء على وجه هذه البسيطة يسعدني ويبهجني مثل كتابة الرسائل النصية إلى من أحب. لديّ في جوالي مئات الرسائل الطويلة والقصيرة مذيلة بالتاريخ. هذه الرسائل هي كنز أرجو أن أحافظ عليه.
ما الذي يدفعني إلى كتابة هذا الرسائل؟ هناك دوافع كبيرة وكثيرة. أهمها على الإطلاق هو الشعور، الذي يجتاحني عندما أفرغ منها. شعور مذهل. أقرب إلى التهام آيسكريمك المفضل في صيف قائظ عصيب. سيبرد على قلبك. ويتسلل إحساس منعش إلى جميع أطرافك. سيقودك إلى القيام بكل المشاريع المؤجلة، التي تعتزم أن تقوم بها وترجئها لأسباب لا تعرفها.
تدفعني كتابة الرسائل إلى مقاومة رذيلة عدم الامتنان للبشر، الذين يحيطونني بنبلهم ورعايتهم، ويسقونني بماء محبتهم وطيب سجاياهم.
ياه، كم أنقذتني هذه الرسائل من أزمات نفسية شائكة، وظروف علمية وعملية معقدة. لقد وهبتني أجواء إيجابية كنت في أمس الحاجة إليها في أشد الليالي حلكة.
أحاول عندما أكتب هذه الرسائل أن أغرف من حبر قلبي. أكتب كل ما يختلجني من مشاعر وأحاسيس. لا أسمح للحسابات بأن تقف أمامي وتضع أيديها على خصرها، وتملي علي ما أخطه وأطبعه.
أمنح قلبي حرية التعبير. أدعه يتدفق كما يشاء. أحب قلبي وأتقبل كل نزواته وأثق بأنه يحبني هو الآخر وسينصفني أمام من أحب.
الكلمات عندما تكتبها من القلب تصل إلى اللب. تختصر عليك سنوات ومسافات. ستنبت للكلمات أجنحة طير. ستجلب لك كل خير.
لا تدع هذا الشعور يفوتك. دعه يرافقك في حلك وترحالك. سيؤنس عليك وحشتك ووحدتك. سيفجر في داخلك براكين السعادة الخامدة، التي كانت تنتظر أصابعك فقط؛ لتخرجها من سباتها وترقص على إيقاع عزفك.
إنك لن تكتب حروفا، وإنما ستعزف سيمفونية، ستسمعها في داخلك وستضج في أعماق من أرسلتها إليها. ستحيي حفلة هائلة بلا موسيقى. أنغامها الفرح وإيقاعاتها الرضا والامتنان.
ربوا هذا الشعور. التهموا هذا الآيسكريم. إنه في متناولكم. سينعشكم ويبهجكم.
مقال لـ : عبدالله المغلوث