[البركة سليمان]

الرجل ليس له فقط صورة الزوج أو الحبيب في حياة المرأة.
وليس الذي يشاركها العاطفة والغريزة وورقة الزواج هو الرجل الوحيد المهم في حياتها.
هناك رجال آخرون مهمون في حياتها، وتواجدهم أساس لوجودها النفسي والعاطفي، وعدم تواجدهم قد يكون سبب رئيسي في خلل ببناءها النفسي والعاطفي.

الأب الرجـل، بل الرجل الأول في عيون البنت ولوجوده أهمية أساسية عند البنت.
قد يكون الأب مصدر لتكوّن البنت فكرة عن كل رجال الدنيا، قد يكون الأب بحنانه عنصرا حساس لتعويض الحب أو لتكملة إحساس الحب في الإبنة المتزوجة. عدم وجود أب فراغ يلاحق البنت الصغيرة التي تنمو وبها جزء خاوي تسمع صداه لا يعوضه رجل.
فقدان الأب يترك فراغ لا تسده عواطف أي رجل آخر. نعمة أن يكون لديك إشباع آخر، لكن ذهاب الأب أشبه بشلع حجرة كبيرة من بناء. فالخلل وارد والفراغ موجود.

ومع الأب يأتي الأخ. هذا السند العاطفي الكبير في حياتنا كنساء، والأخ في مجتمعنا الشرقي يمثل للأخت سند بكل مواصفات السند النفسية، والمادية.البنت إذا كان لديها أخ حنون تجده خلف ظهرها لو ضاقت بها الدنيا حتى مع رجل هي متزوجة منه. ومقولة " الأخ سند" هو ميراث إجتماعي في أغلب الشعوب.
ولعلنا حين نقول أن الإنسان لو تعور له إصبع أو ضرب نفسه بالخطأ لا يقول أب أو عم، يقول أول ما يقول " أخ "، صرخة الألم والإستنجاد هذه ابتدعها الإنسان من منطلق أهمية الأخ في حياة المرأة. كثيرات انكسارهن الحقيقي ليس من عدم وجود رجل كزوج في حياتها، بل لأن أخوها لا يشعر بها، وكثيرات يكن سهلات ولقمة سائغة وحائط سهل العبور عليه من قبل الزوج حين لا يكون هناك أخ يقف إلى جانبهن.
أتذكر فيلم ( العراب ) كيف يتحول الأخ إلى إنسان شرس حين يرى أخته تُضرب من قبل زوجها، وكيف يمكن أن يتخطى حدود الخطر القائم عليه ليكون جثة مخروقة بالرصاص لأنه هب لإنقاذ أخته.
لا زالت ترن في أذني كلمة أخي " ناصر" وهو ينشلني من حالة حزن مررت بها يوما ومحاولا لمس السبب الذي أكتمه وراء حزني " أنت أختي قبل كل شيء، ما بك".
هذه الكلمة في قلب كل امرأة قد تكون كفيلة بخلق حب وخلق قوة. إن المرأة التي تكسرها الظروف أخوها الأقدر على جبر خاطرها المكسور.
وكذلك قد يكون الأخ القاسي، اللامبالي عامل ودافع أساسي ورا حاجة البنت لرجل.

ومع الأب والأخ، هناك قرابات دم أخرى كالعم والخال الذين يلعبون دور إيجابي.
د. فوزية....