المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال الثلاثاء ( 24 رمضان 1435 هـ - 22 يوليو 2014مـ )
قال تعالى:
" وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءَاتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَجِعُونَ"- سورة المؤمنون: 60
المطلوب شرح الآيات شرحا وافيا، وإضافة بعض لمساتكم الخاصة، وتقديم معناها بطريقة مؤثرة.
بالتوفيق للجمع.
|
الشرح :
1/ تفسير الوسيط :
(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)
ثم بين - سبحانه - صفتهم الرابعة فقال : ( والذين يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) .
قرأ القراء السبعة ( يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ ) بالمد ، على أنه من الإتيان بمعنى الإعطاء ، والوجل : استشعار الخوف . يقال : وَجِل فلان وَجَلاً فهو واجل ، إذا خاف ، أى : يعطون ما يعطون من الصدقات وغيرها من ألوان البر ، ومع ذلك فإن قلوبهم خائفة أن لا يقبل منهم هذا العطاء ، لأى سبب من الأسباب فهم كما قال بعض الصالحين : لقد أدركنا أقواماً كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم ، أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها .
قال الإمام ابن كثير ما ملخصه : أى : يعطون العطاء وهم خائفون أن لا يتقبل منهم ، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا فى القيام بشروط الإعطاء ، وهذا من باب الإشفاق والاحتياط .
ثم قال - رحمه الله - وقد قرأ آخرون : ( والذين يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ . . ) من الإتيان . أى : يفعلون ما فعلوا وهم خائفون . . .
2/ تفسير السعدي :
(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا } أي: يعطون من أنفسهم مما أمروا به، ما آتوا من كل ما يقدرون عليه، من صلاة، وزكاة، وحج، وصدقة، وغير ذلك، { و } مع هذا { قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أي: خائفة { أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } أي: خائفة عند عرض أعمالها عليه، والوقوف بين يديه، أن تكون أعمالهم غير منجية من عذاب الله، لعلمهم بربهم، وما يستحقه من أصناف العبادات.
فائدة :
من انواع القلوب في القران :
القلب الوجل ( الخائف) قال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) آية( 60) المؤمنون قال تعالى . ("قلوب يومئذ واجفة" الاية8 النازعات آية(60) يقول الطبرى فى قوله تعالى {وقلوبهم وجلة} يقول: خائفة من أنهم إلى ربهم راجعون، فلا ينجيهم ما فعلوا من ذلك من عذاب الله، فهم خائفون من المرجع إلى الله لذلك، كما قال الحسن: إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة. وعن الحسن، قال: {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعملون ما عملوا من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم. و قال ابن عباس: {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: المؤمن ينفق ماله ويتصدق وقلبه وجل أنه إلى ربه راجع. و عن قتادة: {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعطون ما أعطوا ويعملون ما عملوا من خير، وقلوبهم وجلة خائفة.