عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 16  ]
قديم 2014-08-16, 12:13 AM
مهاجرة إلى الله
أشتراك ماسي لمدة سنتين
رقم العضوية : 174912
تاريخ التسجيل : 18 - 7 - 2012
عدد المشاركات : 629

غير متواجد
 
افتراضي
(3)

( متى ستتحقق رؤيتي؟ )



سؤال أرّقني طويلا، خصوصا مع كثرة الرؤى المبشرة بنفس الأمر
تمر السنة، السنتان، الثلاث، ولم تتحقق الرؤيا بعد
ياترى هل كانت أضغاث ؟ هل المعبر أخطأ في تعبيرها ؟ خواطر وظنون تعصف بي
فما ألبث أن أتذكر تلك الرؤيا، وكيف تحققت بعد سنين ! فترضى نفسي، وتطمئن لحكمة الله، في التقديم، والتأخير




قصة تلك الرؤيا في غاية الغرابة .. خصوصا والأقدار التي حدثت بعدها كانت -في ظاهرها- متناقضة مع تأويل الرؤيا تماما
بالضبط كما في قصة يوسف عليه السلام، مَن كان يتصور أن رؤيا المُلك سيكون طريق تحقيقها المرور بالبئر، ثم السجن !
تدبير ربّاني لطيف جدا .. يسوق للعبد الخير من أبواب لم يتخيلها
سأترككم الآن مع رؤياي التي رأيتها قبل سنوات .. وكيف بدأت تتحقق بعد طول انتظار



رؤيا البحر، لازلت أذكرها، وكيف أوّلها المعبر بالارتقاء في مدارج العلم
توالت الرؤى بعدها والتي تحمل نفس المعنى، بشارات بمكانة علمية وعملية مرموقة
استبشرت خيرا وبدأت أنتظر تحقق الرؤيا .. إلا أن أحداث الواقع أخذت تسير عكس اتجاه التأويل !



تخرجت من الجامعة بمعدل ممتاز .. بقيت فترة من الزمن أبحث عن وظيفة فلم أجد
زميلاتي الأقل معدلات مني تنوّعت وظائفهن بين إداريات في الجامعة وأكاديميات
كم تمنيت أن أكون معهن، كم حلمت بوظيفة كهذه، لكن الأحداث لاتزال تسير عكس اتجاه التأويل



بعد انتظار طال .. قررت أن أعمل معلمة في مدرسة خاصة، راتبي في تلك المدرسة آنذاك كان يوازي راتب الخادمة والسائق في بلادنا :) أو ربما يفوقه بقليل
وفوق هذا كله، مديرة متطلبة، ما إن أنتهي من عمل إلا وتكلفني بآخر
طلبت مني درسا نموذجيا وأنا لازلت في مقتبل عملي، يا إلهي هذه المديرة غريبة ! المعلمات يقمن بتحضير الدروس النموذجية بعد خبرة 5 أو 10 سنوات، لماذا تفعل هذا معي ؟!
قمت بعمل الدرس النموذجي، حضرت لي موجهتي (مشرفتي) من وزارة التربية والتعليم، وأعجبت بي كثيرا
مرت الشهور، واستيائي يزداد يوما بعد يوم، حتى قررت ترك هذا المكان





في الأسابيع الأخيرة من الفصل الدراسي اتصلت بي إدارة الجامعة ترشحني لوظيفة إدارية، وتطلب مني الحضور غدا لبدء التدريب، وإلا فلن يتم التعاقد معي
كدت أطير فرحا، هاهو حلمي بدأ بالتحقق
ذهبت لمديرتي أخبرها بالأمر، ففوجئت برفضها لاستقالتي !!
راودتني نفسي بتجاهل رفضها وتركي للعمل حالا، لكن العقد يلزمني في حال رغبتي بالاستقالة أن أطلبها قبل شهرين مقدما، ولا أنسى زميلتي التي أخلّت بهذا الشرط فرفعت المديرة اسمها لوزارة التربية والتعليم وتم إصدار تعميم بمنعها من العمل 6 أشهر !


بدأت الدنيا تسود في وجهي مجددا ..
بكيت يومها قهرا ..
نسيت في خضم ألمي قوله تعالى "وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ"
وقوله عليه الصلاة والسلام (وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ)

كل ما كنت أراه بنظرتي الضيقة (بشر يمنع عني رزقي) وما كنت أدري أن رب هذا البشر يدبرني من فوق سبع سماوات ليتحقق حلمي !!


مر الشهر الأول والثاني، قدمت بعدها استقالتي، وقد أثّرت تجربتي السيئة في هذه المدرسة على نفسيتي، فما عدت أرغب بأي عمل في الفترة الحالية على الأقل
وجدت بعد ذلك إعلانا لاكمال الدراسات العليا في تخصص مختلف عن تخصصي، فالتحقتُ به
مرت السنة الأولى والثانية، وإذ بموجهتي (مشرفتي) من وزارة التربية والتعليم تهاتفني لتخبرني عن إعلان لوظيفة أكاديمية بالجامعة، وترشحني لها

تعاقبت الأحداث، وأتى يوم المقابلة الوظيفية
وبينما أنا في صالة الانتظار، تجاذبتُ أطراف الحديث مع باقي المتقدمات
يبدو أني أقلهنّ جدارة، فهذه موظفة في إحدى العمادات بالجامعة، وأخرى تدرس الماجستير في جامعة مرموقة جدا، وثالثة ... إلخ
وأنا خبرتي (معلمة في مدرسة خاصة) .. يا الله ، لا مجال للمقارنة بيني وبينهن !


(فلانة) .. تفضلي بالدخول على لجنة المقابلة
دخلتُ، وبدأت الأسئلة تتقاذفني يمنة ويسرة
"هل قمتِ بعمل درس نموذجي وأنتِ تقومين بالتدريس لأول مرة؟!" سؤال سألتنيه لجنة المقابلة
أجبت "نعم، وقد حاز إعجاب الجميع، وحضرت لي موجهتي فلانة الفلانية، وبالمناسبة، هي التي رشحتني لهذه الوظيفة" وبدأت أحكي لهنّ بفخر إنبهار موجهتي بي، وما أنجزته في الدرس النموذجي ... إلخ
باتت نظرات الإعجاب ظاهرة في أعينهن، وانتهت المقابلة على خير






مرت الأشهر، وإذ بهاتف يبشرني بقبولي في الوظيفة الأكاديمية
فخررتُ شكرا لله .. وأخذ شريط الماضي يمر أمام ناظريّ
الآن فقط فهمت حكمة الله خلف كل ذلك الألم !!
مَن كان يتخيل أن تلك المديرة المتطلبة وإصرارها على الدرس النموذجي الذي ما كنت أراه إلا عبئا فوق عبء، سيكون سببا للتميز في نظرهم والقبول تبعا لذلك ؟
من كان يتخيل لو قبلت مديرتي ذاك العرض الوظيفي (وظيفة إدارية) بالجامعة، وتركتُ أنا التدريس في المدرسة الخاصة حينها، لربما كان ذلك حائلا دون قبولي الآن، فبعض الجامعات أصبحت تستبعد شاغلي الوظائف الحكومية لطول إجراءات التحويل من وظيفة حكومية إلى أخرى والوقت الذي تستغرقه والعراقيل




ربّاه ..

ما أحكم وألطف تدبيرك
ما أرحمك بي
ما أحلمك بجهلي
وما أكرمك !





لكل أصحاب الأماني ..
للأحلام المنتظر وقوعها ..
للرؤى التي طال انتظار تحققها ..
تفاءلوا واستبشروا برب كريم بر رحيم .. يدبركم بخير تدبير .. يسوق لكم الخير من حيث لا تحتسبون
في (( الوقت المناسب )) .. وبالكيفية المناسبة



ختاما .. لا تنسوا قول ماشاء الله لا قوة إلا بالله .. ودعاء الله لي بالبركة



تصبحون على رؤى متحققة :)


.



التعديل الأخير تم بواسطة مهاجرة إلى الله ; 2014-08-16 الساعة 12:15 AM.


توقيع مهاجرة إلى الله


لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ


{ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }