عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 107  ]
قديم 2014-08-07, 2:21 PM
البركة سليمان
مشرفة سابقة منتدى الشؤون الأسرية والمشكلات النفسية والاجتماعية
رقم العضوية : 188581
تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2014
عدد المشاركات : 6,158

غير متواجد
 
افتراضي
المشاركة الأولى
تفسير الآية التي تم عرضها في أول المسابقة:

" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم"


هذه الآية التي بين أيدينا تظهر لنا الباب الواسع للرحمة الإلهية ، والنافذة المشرعة للتوبة الربانية لكل من أذنب، وارتكب معصية ومازالت الروح ساكنة جسده، ومازل قلبه ينبض ورغبته بالتوبة حاضرة... يقول سيد قطب رحمة الله عليه:

إنها الرحمة الواسعة التي تسع كل معصية. كائنة ما كانت وإنها الدعوة للأوبة. دعوة العصاة المسرفين الشاردين المبعدين في تيه الضلال. دعوتهم إلى الأمل والرجاء والثقة بعفو الله. إن الله رحيم بعباده. وهو يعلم ضعفهم وعجزهم. ويعلم العوامل المسلطة عليهم من داخل كيانهم ومن خارجه. ويعلم أن الشيطان يقعد لهم كل مرصد. ويأخذ عليهم كل طريق. ويجلب عليهم بخيله ورجله. وأنه جاد كل الجد في عمله الخبيث! ويعلم أن بناء هذا المخلوق الإنساني بناء واه. وأنه مسكين سرعان ما يسقط إذا أفلت من يده الحبل الذي يربطه والعروة التي تشده. وأن ما ركب في كيانه من وظائف ومن ميول ومن شهوات سرعان ما ينحرف عن التوازن فيشط به هنا أو هناك؛ ويوقعه في المعصية وهو ضعيف عن الاحتفاظ بالتوازن السليم..
يعلم الله سبحانه عن هذا المخلوق كل هذا فيمد له في العون؛ ويوسع له في الرحمة؛ ولا يأخذه بمعصيته حتى يهيء له جميع الوسائل ليصلح خطأه ويقيم خطاه على الصراط. وبعد أن يلج في المعصية، ويسرف في الذنب، ويحسب أنه قد طرد وانتهى أمره، ولم يعد يقبل ولا يستقبل. في هذه اللحظة لحظة اليأس والقنوط، يسمع نداء الرحمة الندي اللطيف:
{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. إن الله يغفر الذنوب جميعاً. إنه هو الغفور الرحيم}..
وليس بينه وقد أسرف في المعصية، ولج في الذنب، وأبق عن الحمى، وشرد عن الطريق ليس بينه وبين الرحمة الندية الرخية، وظلالها السمحة المحيية. ليس بينه وبين هذا كله إلا التوبة. التوبة وحدها. الأوبة إلى الباب المفتوح الذي ليس عليه بواب يمنع، والذي لا يحتاج من يلج فيه إلى استئذان.
وقالالبخاري: ......عنابن عباسرضي اللهعنهما، أن ناسا منأهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا . فأتوا محمدا - صلى الله عليهوسلم - فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليهلحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة . فنزل : "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التيحرم الله إلا بالحق ولا يزنون"( الفرقان 68)، ونزل قوله: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهملا تقنطوا من رحمة الله".
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ)، والقائل: ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )
ما اوسع رحمتك يا الله، ما أعظمك يامن تنزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلثل الليل الأخير فتقول: " من يدعوني فأستجب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له"... كيف لعبد أن يقنط من رحمته أمام هذا الكم الهائل من أبواب الرحمة المشار إليها في كتابه العزيز وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله"
صدق الله العظيم.


توقيع البركة سليمان
شكــــــــــــــــــــــــرا لك وقفة محاكاة على التصميم والكلمات المعبره، وربنا يعافيك ويعافي من تحبين من كل شر.
https://www.youtube.com/embed/gOht2y7fZWA?ecver=2

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها