المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غ الرديني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال الإثنين( 9رمضان 1435 هـ - 7يوليو 2014مـ )
قال تعالى:
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر : 21 )
المطلوب:
شرح الآية الكريمة شرحا وافيا مستعينين بكتب التفاسير
بالتوفيق للجميع
|
1/ تفسير الطبري
القول في تأويل قوله تعالى :
( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ( 21 ) )
وقوله : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) يقول - جل ثناؤه - : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل - وهو حجر - لرأيته يا محمد خاشعا يقول : متذللا متصدعا من خشية الله على قساوته ، حذرا من أن لا يؤدي حق الله المفترض عليه في تعظيم القرآن ، وقد أنزل على [ ص: 301 ] ابن آدم وهو بحقه مستخف ، وعنه عما فيه من العبر والذكر معرض ، كأن لم يسمعها ، كأن في أذنيه وقرا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) . . . إلى قوله : ( لعلهم يتفكرون ) قال : يقول : لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه تصدع وخشع من ثقله ، ومن خشية الله ، فأمر الله عز وجل الناس إذا أنزل عليهم القرآن ، أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع ، قال : ( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) . . . الآية ، يعذر الله الجبل الأصم ، ولم يعذر شقي ابن آدم ، هل رأيتم أحدا قط تصدعت جوانحه من خشية الله ( وتلك الأمثال نضربها للناس ) يقول تعالى ذكره : وهذه الأشياء نشبهها للناس ، وذلك تعريفه جل ثناؤه إياهم أن الجبال أشد تعظيما لحقه منهم مع قساوتها وصلابتها .
وقوله : ( لعلهم يتفكرون ) يقول : يضرب الله لهم هذه الأمثال ليتفكروا فيها ، فينيبوا وينقادوا للحق .
..........................................
2/ تفسير القرطبي
قوله تعالى :
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون
قوله تعالى : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا حث على تأمل مواعظ القرآن وبين أنه لا عذر في ترك التدبر ; فإنه لو خوطب بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه ، ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة ; أي متشققة من خشية الله . والخاشع : الذليل . والمتصدع : المتشقق . وقيل : خاشعا لله بما كلفه من طاعته .
متصدعا من خشية الله أن يعصيه فيعاقبه . وقيل : هو على وجه المثل للكفار .
قوله تعالى : وتلك الأمثال نضربها للناس أي أنه لو أنزل هذا القرآن على جبل لخشع لوعده وتصدع لوعيده ، وأنتم أيها المقهورون بإعجازه لا ترغبون في وعده ، ولا ترهبون من وعيده وقيل : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ; أي لو أنزلنا هذا القرآن يا محمد على جبل لما ثبت ، وتصدع من نزوله عليه ; وقد أنزلناه عليك وثبتناك له ; فيكون ذلك امتنانا عليه أن ثبته لما لا تثبت له الجبال . وقيل : إنه خطاب للأمة ، وأن الله تعالى لو أنذر بهذا القرآن الجبال لتصدعت من خشية الله . والإنسان أقل قوة وأكثر ثباتا ; فهو يقوم بحقه إن أطاع ، ويقدر على رده إن عصى ; لأنه موعود بالثواب ، ومزجور بالعقاب .
يتبع ان شاء الله >