
2014-06-25, 5:21 PM
|
في أحد أيام رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(مواقف رمضانية فيها لفتات خُلقية)
في أحد أيام رمضان
قبل ثلاث سنوات
كنت معلمة حينها .. في أحد المدارس الخاصة ...
دخلت فصلا من المرحلة المتوسطة في حصة انتظار ..
ولم أكن أدرس الطالبات في ذلك الفصل ولا أعرف واحدة منهن
فتحت الباب وفي مخيلتي أن أرى طالبات يدرسن أو يكتبن واجباتهن أو يقرأن حزبهن اليومي
ولكني صعقت بما رأيت ...
حتى أتذكر أني وقفت مندهشة بعض الوقت ... لأستوعب الصورة التي أمامي
وهل أنا فعلا في شهر الصوم ... شهر رمضان
هل يخطر ببالكم أن ترون مثل ما رأيت؟؟؟
هل يخطر ببالكم أن ترون سفرة أكل وشرب في نهار رمضان جهارا ؟؟
رأيت ما يقارب العشر طالبات يتحلقن حول سفرة من البطاطا المقلية والمشروبات الغازية والرائحة (رائحة الكاتشب والشيبس تعم المكان)
ويبدو الضيق على الطالبات الأخريات
وقتها لم أتمالك نفسي من الصراخ ... وكأن مصيبة وقعت .... (ما هذا؟)
أبلغت المراقبة بما يحدث وأن تتصرف مع الفصل ... ثم وقفت مع الطالبات ريثما تعود المراقبة إليهن لأنصحهن
وقلت أن المسلم حتى لو أفطر بعذر لا يجاهر بفطره أمام الصائمين .. حتى لا يؤذي مشاعرهم
وأنه لا يجوز المجاهرة بالفطر في نهار رمضان حتى مع العذر
وفي بعض البلدان الإسلامية يحترم النصارى( وهم غير ملزمون بذلك) مشاعر المسلمين فلا يأكلون أمامهم
وقلت لهم أخيرا
إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت !!
لقد ولى زمن الحياء ... والاختباء
أين الأيام التي كنت أكتفي بها بشربة ماء مسروقة في نهار رمضان ... ولا أستطيع أن أنال غيرها حياءا من أمي التي تكون في المطبخ طيلة الوقت؟
أين الأيام التي ندوخ فيها في المدرسة ولا نرضى بشربة جهرية أمام الطالبات في المدرسة نهار رمضان؟
فلا والله ما في العيش خير .... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
هذا الموقف يذكرني بموقف آخر...
في أحد أيام رمضان ...
في زمن الطفولة العذبة ...
وفي نهار شديد الحر
كنت بالصف الخامس ... تجلس الطالبات في هدوء وسكينة يقرأن القرآن بصوت خافت .... ومعلمة فاضلة وداعية ومربية تجلس أمامنا
وكانت قد سألتنا في أول الوقت إن كنا قد صمنا فقلنا نعم
ففرحت بنا وشجعتنا ... وذكرتنا بالأجر الذي سنناله
بعد برهة أحسست بعطش شديد
فاستأذنت المعلمة في شرب الماء ... فأذنت لي دون أن تذكرني بأني صائمة ... ربما أشفقت علي
وعند برادة الماء شربت كثيرا ... ثم رأتني إحدى الطالبات وقالت باستغراب: ألستِ صائمة ..
فقلت بلى ولكني نسيت
فرجعت إلى الفصل خجلى لا أرفع عيني حياءا من المعلمة ... كيف أقول لها أني صائمة ثم أستأذنها في شرب الماء ؟؟
وظل ذاك الموقف في نفسي ... فمرة أحس بالخجل ومرة أعتب على معلمتي لمَ لم تذكرني بالصيام ؟؟؟
فلله در أيامنا ... وزماننا
وحياؤنا ...
ولله در معلمتي التي لم أفهم موقفها وشفقتها علي إلا بعدما كبرت ...
أتمنى أن يعجبكم وأن تشاركوني بأيامكم
أم عبد الملك
|