شكرا لك م \ ســـــــــامي على طرح هذه القضية الهامة .
حقيقة لهذه القصة جوانب عدة وهناك مسببات او عوامل كثيرة قد تضطر المرأة للإضطلاع بدور الرجل
أي أن هناك ظروف خاصة واستثنائية احيانا تفرز هذا النوع من النساء ...ولو لم يردن ذلك او يرغبن به او حتى
يشعرن به بل فرض عليهن قسرا سواء من البيئة او المجتمع او الظروف ...
وهذا بالطبع يختلف عمن اتخذته ديدن وشعارا لها وتحديا لفطرة الله لها وتحديا للرجل او الجنس الآخر ..!
وهذا ما استشفه في بطلة هذه القصة ...
ومايؤكد شعوري هذا هو انها من بيت محافظ وملتزم وقد بذلوا الجهود لتوجييها ولكنها كانت مصرة على ان لها
مثل ما للرجل من حقوق ...
ولكن قد يكون هناك ثغرة في التربية في هذه الأسرة جعلتها تتخذ هذا التوجه واسلوب العناد والمكابرة
خاصة ان كانت ذات شخصية قوية بطبيعتها وهذا ليس عيبا بل ميزة ان احسنت استخدامها ...
وأظن هذه الثغرة هي ان معظم الأسر في مجتمعنا يعاملون الذكور بتميز واضح لدرجة التفرقة احيانا
وهذا خطأ كبير يقعون فيه دون تحسب لنتائجه واثاره النفسية على الفتاة ...
في حين يعاملون الفتاة وكأنها من سقط المتاع فلارأي ولا مشورة ولا اعتبار ...وهذا ينشأ من الصغر ...
تنشأ بأن هذا ولد وله كل الحقوق وانتي بنت وعليك فقط اداء الواجبات ..!
ومن هنا ينشأ الصراع النفسي داخلها وتبدأ في تقمص الشخصية الذكورية ظنا منها انها بذلك تستطيع انتزاع
حقوقها التي اسقطها المجتمع وتناستها الأسرة ...وقد رأيت كثير من هذه الحالات ...
وهذا بالطبع يختلف عمن تعاني من حالة نفسية او عضوية خاصة تجعلها بهذه الشخصية .
وهناك عامل اخر او ثغرة اخرى فالمرأة التي تعول أسرتها وحدها واصبحت ملزمة بأن تكون العائل
في مجتمع كمجتمعنا فإنها تضطر اضطرارا لخلع رداء الأنوثة ولو ظاهريا وتجبرها الظروف ان تتقمص دور الرجل
فتنسجم مع هذه الشخصية حتى تتلبسها تماما ...
وهناك عامل الثقافة والانطلاق : فــ..غالبا ماتكون الفتاة التي على قدر عال من الثقافة والاطلاع خاصة
في الثقافة الغربية وماتجده من تحرر للمرأة وانطلاق ومساواة بالرجل وتقارنه مع مجتمعها
المحافظ المنغلق فإنها تشعر بفارق كبير خاصة ان لم يكن لديها مخزون ديني حقيقي وثابت بحقوق المرأة
ومكانتها في الإسلام فإنها تنجرف وراء هذا التيار وتبدأ بالمطالبة بأن تكون حرة ومساوية للرجل ...
وهذه حقيقة كبيرة وشائعة في مجتمعنا ونشكرك ان سلطت الضوء عليها لمناقشتها ...
هذه بعض العوامل التي احببت ان أوضحها والتي قد تدفع اي فتاة لأن تنجرف وراء هذا التيار الخطير
بلاوعي وبلا ادراك حقيق لحقوقها المصانة من الشارع عز وجل ...
وهنا يأتي دورك م \ سامي ودور الإخصائيين الاجتماعيين والتربويين والمعلمين لتوجيه مثل
هذه النماذج التي ضلت طريق الحق والصواب وكانت ضحية مجتمع وليست مذنبة في كل الاحوال .
أكرر شكري وامتناني العميق وتقديري لما تطرحه .
واعتذر عن الإطالة ووالله لم اشعر بــ( كيبوردي ) الذي بدأ يترجم افكاري بلاتوقف ....