د. محمد الودعان
الهدوء والثقة بالنفس في الحوار
(تأمﻼت في الحوار من خﻼل سورة يوسف)
عند تأمل سورة يوسف - عليه السﻼم - نجد أن هناك نماذج كثيرة في بيان أدب الهدوء واﻻطمئنان، والثقة بالنفس وأثره على الحوار،*من ذلك:
1-*صبر يوسف - عليه السﻼم - على إخوته وما فعلوه به، قال تعالى: ﴿*فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ ﻻ يَشْعُرُونَ*﴾ [يوسف: 15]. *
2-*ما جرى له مع امرأة العزيز واتهامها له لفعل الفاحشة، قال تعالى: ﴿*وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ ﻻ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ*﴾ [يوسف: 23]. * يتضح من هذه اﻵية الكريمة: ثقة يوسف - عليه السﻼم - بنفسه، وضبطها، والردّ ببساطة وهدوء دون أدنى انفعال أو مزايدة في الكﻼم.
* 3-*حسن استماعه أثناء الحوار وهدوئه وثقته بنفسه مع السجينين، وساقي الملك، والملك نفسه.
* 4-*ثقة وطمأنينة يعقوب - عليه السﻼم - في حواره مع إخوة يوسف - عليه السﻼم - رغم مخالفتهم له، قال تعالى: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ***وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: 17-18
* فقصة يوسف - عليه السﻼم - بمجرياتها وأحداثها تمثل القدوة في آداب الحوار من الهدوء، والطمأنينة، والثقة بالنفس، وحسن اﻻستماع، والمﻼطفة، واللين، والسماحة، حتى مع المخالفين على جميع مستوياتهم وطبقاتهم.
* إن هدوء الشخص واستقرار نفسه، وهدوء لغته، وحسن عبارته، وقوة حجته هو الكفيل بأن تنصاع له القلوب، وأن يصل الحق الذي يحمله إلى أفئدة اﻵخرين، وأن يتغلَّب على باطلهم أو ما هم عليه من اﻻعتقاد الباطل، كما فعل يوسف - عليه السﻼم - مع السجينين.
* فقيمة ا ﻹنسان في قدرته على ضبط نفسه ومشاعره.
أَقبِل على النفس فاستكمِل فضائِلَها*فأنتَ بالنفس ﻻ بالجسمِ إنسانُ*
