أختي الفاضلة... أولا اعلمي أن ما تكتبينه يعد متنفس جيد لبعض التراكمات التي أرهقتي نفسك وأنت تحملينها في صدرك، والحمد لله أنك أخترتي موقع محترم لتبثي فيه ما يجول في خاطرك......
يا مؤسرة القلوب.... الظلم وغيره من مواقف إضطهاد الناس لبعضهم البعض قد يتسبب بآلام نفسيه، ويمكن معالجته بالتحلي بصفات أمرنا بها الله عزوجل مثل العفو والتسامح والدعاء ومواقف سلوكية كثيرة تبعدنا عن إنتقال الأمر من مجرد الشعور بالألم، إلى مرض نفسي....
ولكن أختي الفاضلة، ليس هذا وحده ما يسبب الأمراض النفسية ، وإنما هناك أسباب لها صلة بالمخ البشري الذي يتكون من ملايييييين من الخلايا، وكما درسنا في العلوم أن المخ يرتبط بالحبل الشوكي الواقع داخل العمود الفقري، ويوجد فيه عدد كبير من الخلايا العصبية ويحصل نقل للمعلومات إلى المخ ومن المخ........ وهناك مواد كيميائية تسمى الناقلات العصبية تعمل على نقل الرسائل بين خلية وأخرى، وإذا وجدنا أن هناك نقص أو زيادة للناقلات العصبية في المخ مثل ادرينالين، السيروتونين.... الخ فإن هذا بالتأكيد سيسبب إضطراب في الوظائف النفسية مثل الإكتئاب... والحمد لله الطب تطور كثيرا وأصبح هناك أدوية فعالة جدا تعمل على إعادة التوازن لتلك الناقلات ... ( بإختصار: أي خلل في الناقلات العصبية في الجهاز العصبي لأي إنسان بالتأكيد سيسبب له مرض نفسي ).
إذا أختي الفاضلة، من المهم أن نميز أن هناك ألام نفسية، أو كما يطلق عليها البعض عوارض نفسية مثل الشعور بالحزن، والضيق والألم نتيجة معاشرة من ظلمنا، أو أساء لنا، وبين المرض النفسي الذي يتطلب علاج من مختص، فالعوارض أمر طبيعي في النفس البشرية، ويمكن علاجها كما قلت لك باللجوء إلى الله ، والعفو على من ظلمني، والصلاة والدعاء لبث الطمأنينة... الخ، أما المرض النفسي فيختلف تماما عن تلك العوارض النفسية.
موفقة في حياتك، وشكرا لموضوعك الجميل، والذي أتمنى أن ينقل لمكانه المناسب.