عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 6  ]
قديم 2014-05-26, 1:55 PM
البارقه 2009
عضو متميز بالمنتدى (مشرفة سابقة)عضو(3شهور) هدية من الموقع
رقم العضوية : 89449
تاريخ التسجيل : 3 - 10 - 2009
عدد المشاركات : 17,031

غير متواجد
 
افتراضي
الأمر الرابع عشر: التعوّد على الحسم

لنفترض أنني أريد السفر. ولمّا ذهبت إلى المطار، فوجئتُ أن الطائرة قد أقلعت. ولم أجد رحلة إلى الجهة التي أريد، لا غداً ولا بعده.فما هي الخيارات المتاحة لإيجاد الحل المناسب:

الخيار الأول: أن أمكث في هذه المنطقة.

الخيار الثاني: أن أسافر على السيارة.

هناك ملاحظة مهمة وهي: أنَّ تقليب الخيارات المتاحة والتفكير فيها سيأخذ وقتا،ً وهذا قد يعني مزيداً من التأخير، وضياع الفرص. وربما تكون هناك رحلاتٌ متاحة, وقد تفوت فرصةُ استثمارِها, فلا بدَّ إذن من اتخاذ قرارٍ حازم وسريعٍ، يكفل استثمار المتاح من الفرص، يعقبه تصميمٌ على المضي في التنفيذ، لأنّ التسويف غالباً ما يُفَوِّتُها.

وحتى لو لم يكن الخيار ناجحاً، فمن الطبيعي أن نَمُرَّ بمواقف نجاحٍ أو فشل، إذ لا يمكن للإنسان أن يصل إلى مرحلة النجاح المطلق لكل قراراته، وربما يكون القرار الأكثر فشلاً في هذه الحالة، أن نجلس عاجزين مكتوفي الأيدي.
للأعلى


الأمر الخامس عشر: استثمار الجوانب الإيجابية في النفس

لا يخلو إنسانٌ ممن يعيش على ظهر هذه البسيطة من العيوب والسلبيات، و بنفس القدر لا يوجد أحدٌ يخلو من الجوانب الإيجابية, لكن المشكلة تكمن في أنّ الكثيرين يهملون هذه الايجابيات إمّا جهلاً أو تعمداً.

أذكر أنّني درّستُ طالباً رسب ثلاث مرات في السنة الأولى الثانوية، بفعل تدني مستواه الدّراسيّ.

و على الرغم من هذا التدني إلا أنّ الطالب هذا كان يمتلك ناحية ايجابية مهمة جداً، فقد كان متميزاً في إجادة الحوار والأخذ والعطاء.

ترك هذا الطالب الدراسة والتحق بالعمل في مكتب لتحصيل الدّيون, وقد قابلته مرّةً وجلسنا نتكلم وسألته: عن أحواله وطريقة عمله. فعلمتُ أنه قد نجح في مجال العمل الذي ارتاده، بل وصار أكثرَ ثراءاً واستقراراً من زملائه الذين استمروا في الدراسة.

وهنا علينا أن نلاحظ أنّ هذا الشاب، بالرغم مما كان يعانيه من مشكلات وصعوباتٍ جمّةٍ في ميدان الدّراسة، إلا أنّه لم ينظر للحياة من خلال منظارٍ أسودٍ قاتم، ولم يتخذ هذا الأمر دليلاً على فشله في سائر حياته، بل عرف من نفسه جانباً إيجابياً فاستثمره بطريقةٍ صحيحةٍ أفضت به إلى النجاح.

مثال آخر: طالبٌ كسولٌ جداً وضعيفٌ ومهملٌ في اللغة الإنجليزية، في مرةٍ جاء معلم المادة لينظر إلى ما يشغل هذا الطالب في أثناء الدرس، ففوجئ المعلم بأنه قد رسم له رسماً متقناً ( بغض النظر عن أن رسم الصورة حرام فنحن فقط نستشهد بالموقف )

ومع أنّ هذا الموقف فيه استخفافٌ، إلا أن المدرس كان عاقلاً، فقال له: يا بني؛ ليس هذا مكانك، فأنت تملك موهبةً في الرسم، ولو اتجهت إليها لأمكنك أن تحقق فيها نجاحاً أكثر من نجاحك في الدراسة. وفعلاً اتجه هذا الطالبُ إلى ذلك المجال، فكان من أبرز الفنانين التشكيليين.

فالشاهد أنّ كل إنسان يملك إيجابيّاتٍ وجوانبَ نجاحٍ، فإذا تمّ استغلالها بصورةٍ واعيةٍ وصحيحةٍ فقد يكون لها بالغ الأثر في حل كثيرٍ من المعضلات.

فمثلاً: لو أردنا أن نؤثر على شخصٍ ما، و أن نغيِّر من أرائه واتجاهاته, فينبغي علينا أن نتلمّس الجوانبَ الإيجابيةَ عنده، ثمّ نعمل على استثمارها بطريقةٍ توصله إلى القدرةِ على حلِّ مشكلاته.

للأعلى



توقيع البارقه 2009

(رب هب لي حكما والحقني بالصالحين
واجعل لي لسان صدق في الأخرين
واجعلني من ورثة جنة النعيم )




قال عبد الله بن مسعود : " لأِن أعض على جمرة حتى تبرد أحب إليّ من أن أقول لشيء قد قضاه الله ليته لم يكُن ! ".
💕 الرضى جوهر السعادة ، جملنا به يا الله 💕


[ اجعل لي يا الله اثراً طيباً اذكر بهِ بعد رحيلي فالذكر عمرُ آخر ]
اللهم اجعلنا ممن اذا حضر حضر واذا غاب بقي له أثر

اللهم اجعلنا من اهل النفوس الطاهرة و القلوب الشاكرة والوجوه المستبشرة وارزقناطيب المقام وحسن الختام .