يقول صاحبي :
تزوجتها مقتدياً بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ".
فلم تكن ذات جمال باهر ولامال وافر ولكنها من أسرة طيبة تُعرف بالدين والكرم ..
&&&
وفي بيت الزوجية لم تكن لها طلبات مرهقة ولاإشتراطات معينة بل تقول
رأيها عندما إستشيرها وتبادرني بفعل الخيرات وصلة الأرحام وتتعاهد الجيران
بما تطبخ بين الحين والآخر وتتواصل معهم في أفراحهم وأحزانهم ..
&&&
وعند ما رزقنا مولوداً ذكراً تعسرت ولادتها ولم تستطع خدمة نفسها فأستأجرت
لها / خادمة / بصفة مؤقتة حتى تسترد عافيتها ولكنها لاحظت أن الخادمة تتزين
عندما تتوقع عودتي وكبقية النساء غارت منها وطلبت مني إعادتها فقلت في نفسي
/ ربٌ ضارة نافعة / فلم تدخل خادمة بعد ذلك إلى بيتنا ..
&&&
مرت السنوات ورزقنا بصبيان وبنات وكانت زوجتي تقوم بشئوني وشئون الأسرة
فتنهض من الصباح الباكر لتجهيز قهوتي وفطوري وفطورالأولاد وتسرح شعر البنات
وتتابع لبسهن ولبس الأولاد ونظافتهم ثم تودعنا وتتفرغ لترتيب البيت وإعداد طعام الغداء
وإذا كان هناك غسيل أو كوي قامت به ..
&&&
إنها زوجة من الجيل الحالي للفتيات لكنها تنتمي إلى جيل الأمهات اللواتي لم يعرفن
الخدم والحشم بل إعتمدن على أنفسهن وبناتهن في إدارة شئون أسرهن ..
يقول صاحبي وفي نهاية العام الدراسي المنصرم فكرت في مفاجأتها أنا وأبنائي فقررنا
أن نعد حفلاً مبسطاً في بيتنا ونشتري بعض الهدايا التي تحبها ..
&&&
إستغليت وقت ذهابها لزيارة أختها فقمنا بتعليق بعض البالونات الملونة ووضعنا باقات
الزهورفي جنبات الصالة وطاولة عليها الهدايا وأخرى بعض الحلوى والمرطبات ..
ولما عادت أجلستها في وسط الصالة وبدأنا حفلنا بكلمة ألقيتها أثنيت عليها وشكرتها
وتوالت فقرات الحفل بين كلماتهم ونشيدهم ثم جاء توزيع الهدايا وكان أغلاها جهاز
جوال كانت تتمناه وهدايا قيٌمة من أولادها وبناتها كانت تتسلمها بيد واليد الأخرى
تمسح بها دموع إنسابت على وجنتيها .
بقلمي ..