عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2014-04-06, 2:04 AM
اميرة الجنوب
دعـم شهري حتى تاريخ 2019/11/3
رقم العضوية : 103904
تاريخ التسجيل : 21 - 2 - 2010
عدد المشاركات : 2,731

غير متواجد
 
افتراضي قصة عن عاقبـــــة الظلم *مسابقة المنتدى *
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اترككم مع هذه القصة التي تقشعر لها الابدان عن عاقبة الظلم عافانا الله واياكم فيها العبرة والفائدة.
هذه قصةحقيقية مازال بطلها على قيد الحياة ، وقد استأذنته في كتابتها فأذن لي بذلك بشرطعدم ذكر إسمه ، ولا أخفيك سراً أننى عندما استمعت لهذه القصة كنت بين مكذب ومصدق ،إلا أن الدموع التي انهمرت من عين بطلها وهو يرويها ، وبدني الذى اقشعر من هول ماسمعت جعلا صدق الرجل عندى لا مراء فيه.
وبطلنا وزير سابق فى وزارة سيادية ،كانت سطوته وقسوته مضرب الأمثال ، وقد خرج من الوزارة عقب أزمة سياسية طاحنة مرتبالبلاد ، ولم يكن من المقدّر لي أن ألتقي بهذا الوزير السابق لولا أن صديقاً لىإشترى منه قطعة أرض ، وبحكم الصداقة طلب مني صديقي أن أتحقق من الملكية وأحرر عقدالبيع ، وعندما أنجزت المهمة الموكلة إلىّ حانت لحظة التوقيع على العقد الإبتدائىفطلبت من صديقي اصطحاب الوزير السابق إلى مكتبي حتى يقوم بالتوقيع باعتباره بائعالأرض ، إلا أن صديقي زم شفتيه وزوى حاجبيه وقال بلا مبالاة مصطنعة … الرجل بلغ منالكبر عتياً …. وقد لا تساعده صحته على الحضور إلى مكتبك ، خاصة وأن مكتبك فى مصرالجديدة وهو يقيم فى الضفة الأخرى من المدينة ، فهل يضيرك أن ننتقل نحن إليه ؟… وثقأنه لن يضيع من وقتك الكثير ، ففى دقائق سنكون فى الفندق الأثير للرجل وهو فندق نصفمشهور فى أطراف الجيزة فى منطقة هادئة ، وقد اعتاد الوزير السابق إرتشاف فنجانقهوته صباح كل يوم فى الركن الشرقي بهذا الفندق ، وحسبك يا أخي أنك ستلتقي بوزيركانت الدنيا تقوم ولا تقعد من أجله ، بل إن كل وزراء مصر فى وقته كانوا يتمنون رضاهوعلى مضض وافقت إذ لم يكن من المألوف فى عملي أن ألتقي بالعملاء خارج المكتب ،وفى اليوم التالي كانت السيارة تنهب الأرض نهباً فى طريقها إلى الجيزة ، وكانتقطرات المطر تنساب على زجاج السيارة الأمامي برتابة مملة ، فى الوقت الذى ظل صديقيفيه يتحدث بلا توقف وبرتابة مملة أيضاً إلا أنني تشاغلت عنه بمراجعة الأوراقوالعقود.
ومن بعيد رأيت الرجل … يا الله … أهذا هو من إرتعدت فرائص مصر منبطشه وجبروته ؟ !! أهذا هو من ألقى العشرات فى السجون وبغى وتجبر …؟!! ها هو يجلسوحيداً فى ركن منزوٍ وقد خط الزمن بريشته خطوطاً متقاطعة على وجههه ، وفعل الأفاعيلفى تقاطيعه فتهدل حاجباه وتدلت شفتاه وبدا طاعناً فى السن وكأنه جاء من زمن أهلالكهف.
وعلى الطاولة وبعد همهمات وسلامات قدمت الأوراق إلى الرجل وأعطيتهقلمى كى يوقع على العقد ، إلا أنه أخرج قلماً من معطف كان يضعه على كرسي قريب منهثم خلع قفازه ، وارتدى نظارة القراءة وسألني بإبتسامة باهتة … أوقع فين يا أستاذ؟فأشرت له إلى خانة فى الصفحة الأخيرة ، وأمسكتها له كى أساعده ، وفى اللحظة التىقام فيها الرجل بالتوقيع على العقد جفلت يدي رغماً عني ، فوقعت الورقة مني ، إذوقعت عيناي على ظهر يد الرجل اليمنى فرأيت بقعة مستديرة ملتهبة فى جلده يتراوحلونها بين الإحمرار والاصفرار وكأنها سُلخت على مهل، والغريب أنني شممت رائحة شواءتنبعث من هذه البقعة وكأنها ما زالت تشوى على النار !!! ويبدو أن الوزير السابقتنبه لحالة الإرتباك التى أصابتني ، وتوقعت أن يهب ثائراً متبرماً ، إلا أنه وعلىعكس ما توقعت نظر إلىّ نظرة حانية هادئة وكأنه أبي ، وإذا بملامح طيبة ترتسم علىوجههه بلا افتعال ، ملامح لا علاقة لها بالوزير المتغطرس الباطش المستبد ، وكأنملامحه الطيبة هذه تدل على رجل من أهل الله ، وبيد مرتعشة تفوح منها رائحة الشواءقدم لى الوزير العقد قائلاً : إتفضل ياأستاذ ، ثم إلتفت لصديقي قائلاً : مبارك علىالأرض …. إتفضلوا أكملوا الشاي.
ومع الرشفة الإخيرة وبعد عباراتالتهنئة جمعت كل ما أملك من قوة وقلت له سلامة يدك يامعالي الباشا ، شفاك اللهوعافاك … خير ان شاء الله …. يبدو أن شيئاً ما أصاب يدك قبل حضورنا فشكلها ملتهبجداً …. ولم يرد الرجل إلا بتمتمة غير مفهومة ، إلا أنه نظر فى الفراغ الذى أمامهنظرة أسى وحزن وكأنه أتعس رجل فى العالم.
ومرت أيام وشهور على هذه الواقعةوظلت نظرة الرجل التعيسة ويده المحترقة التى تفوح منها رائحة الشواء لا تغادر خياليإلا أنه لأن كل شيئ يُنّسى مع مرور الأيام إنزوت هذه الواقعة فى ركن خلفي من ذاكرتي وسرعان ما تناسيت الرجل وتناسيت يده المشوية.
ومر عامان إلا بضعة أشهر..................ثم ...........
.................................................. .....


توقيع اميرة الجنوب
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالـي البالـي
ما بين غمضة عين وانتباهتها يغيّر الله من حال إلى حالي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,