عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 16  ]
قديم 2014-04-05, 10:27 AM
ملح محلى(أم عبدالملك)
معبرة معتمدة رقم4
الصورة الرمزية ملح محلى(أم عبدالملك)
رقم العضوية : 92121
تاريخ التسجيل : 29 - 10 - 2009
عدد المشاركات : 2,909

غير متواجد
 
افتراضي
في العمارة المجاورة كانت الجارات تشتكي من إحدى الشقق السكنية .. فالرائحة المنبعثة من النفايات الملقاة خارج الشقة تخنق المكان خنقاً




وأكثر ما يؤذي جاراتي هو خجلهن من زوارهن عند دخول العمارة .. فبدل أن تستقبلهن رائحة البخور والعطور .. تستقبلهن تلكـ الرائحة المعروفة عند التخلص من نفايات المنزل





..





وفوق هذا كله كانت القطط الجائعة تتكوم بالقرب لتتناول بقايا الأكل وكأنها على موعد مع وجبات المطاعم الملقاة بالجانب




وفي إحدى المرات دار حديث ذو شجون بشأن الوضع أعلاه




ذكرت أحداهن أنها كلمت تلكـ الجارة وطلبت منها أن تبعد خادمتها ما ترميه بعيدا عن العمارة ... خصوصا وأن نصفها مأكولات تجتذب القطط برائحتها .. ولكنها لم تجد تجاوبا !




وكنت دائما ما أفكر في حل يجعل تلكـ الجارة تخجل من فعلها ؟ ..وتوصلت لطريقة لطيفة بأن أجعلها تتركـ كسلها وتطبخ لعائلتها غداءهم




كنت أزيد في كمية الأطباق المعدة للغداء وأقسم منها لجارتنا تلكـ وأرسل إليها بمعدل مرة أو مرتين أسبوعياً ..




وكانت الأطباق تذهب ولا تعود ! ... وخفت أن يفنى من خزائن المطبخ طقم الصيني الأبيض




توقفت وكأني أعطيها مهلة لإعادة أطباقي حتى لو كانت فارغة ... ومر زمن ولكن ..





لا حياة لمن تنادي !





وذات مرة ... سمعت جارتنا أم متعب تتأفف من أعمال البيت ومن الطبخ والنفخ .. وقالت أن أبناءها لا يحبون أكل المطاعم .. لذلكـ فهي مجهدة جدا من العمل




وبعدها قسمت نصيبا من غدائنا لأم متعب كمساعدة لها .. وعندما عادت أطباقي كانت بصحبة متعب !




عندها توقفت حائرة كيف أفتح لسارقٍ بابي ؟




وعندما لاحظ ترددي خلف الباب قال:




ربما حان الوقت لأقدم اعتذاري عن أفعالي .. أرجو أن تسامحيني .. وقد عاهدت ربي أن لا أعود لمثلها أبدا




واعذري أمي على ما كلفتكـ به الآن ..




فقد زل لساني مرتين





الأولى عندما تذوقت طبخكـ في غفلة منكـ .. تلكـ الليلة .. أوه .. أستحي أن أذكّركـ بها




والثانية عندما أثنيت على طبخكـ أمام أمي لتعمل معي تحقيق متى وأين تذوقته؟





وبعدها بدأت أمي تفتعل الأفاعيل لتتذوق ما ذقته من يديكـ




واليوم تبرعت بأن أعيد الأطباق إليكـ على أمل أن تقبلي اعتذاري




...





بعدها سمعت صوت الأطباق يقعقع على عتبة المنزل يتبعه صوت خطواته مبتعدا في الشارع




سحبت الأطباق ثم ابتسمت في نفسي وقلت : لو تنط يا متعب على تلكـ الجارة البليدة وتعيد أطباقي من عندها




...





- الله يسامحكـ .. ألم أقل لكـ أن متعب لن يعيدها .. وأني سأؤدبه ؟



- يا أم متعب ليس ذلكـ قصدي .. أنا عندما قلت لكـ مشكلتي لم أقصد أن أطلب من ابنكـ إعادة أطباقي إلي من تلكـ الجارة .. طبعا لن أطلب منه أن
يدخل بيتهم خلسة !



- وماذا تريدين إذن؟



- فكري معي بحل ؟





أطرقت أم متعب مفكرة ثم نظرت إلي قائلة:


ولم تخلقين منها مشكلة .. ارفعي سماعة الهاتف واطلبي منها أن تعيد أطباقكـ فأنت بحاجتها



فقلت: أستحي



قالت: لا تستحي ... أنت لا تفعلين خطأ .. هذا حقكـ ولن يلومكـ أحد على المطالبة به




...





جمعت قوتي وشجاعتي لأضغط على رقم مهمل في سجل أرقام الهاتف .. وبعد أن سلمت وسألت جارتنا البليدة عن أحوالها قلت لها:


الحقيقة أني أحتاج لبعض الأطباق للتقديم .. فزوجي سيجمع زملاءه في العمل نهاية الأسبوع ... وطاقم السفرة لدي لا يكفي للتقديم




ردت قائلة بصوت بهيج: أكيد .. سوف أساعدك وسأرسلها إليكـ في الحال .. وإن أردت أي شيء فاطلبي لا تخجلي



قلت وقد تملكني العجب : لا شكرا .. فأنا في حاجة للصحون فقط .. جزاكـ الله خيرا





وبعد أن أنهيت المكالمة .. قلت في نفسي .. ولماذا أنا كبرت الموضوع من الأول؟ ... وكل هذهـ الفترة وأنا أردد الكلام في نفسي وأنسج الخطط في خيالي ... وهو أبسط من ذلكـ !





لقد انتهى بضغطة زر كما يقولون




مكالمة وستعود صحوني الأسيرة في خزائنها إلي




...





وفي مساء ذلكـ اليوم ذهبت لأفتح للخادمة التي عادت بالـ...




ولكن ماذا أرى؟؟





لقد أرسلت جارتنا صحونا ... لا تخصني ... إنها ليست لي !




سألت الخادمة عن صحوني ... وجعلت أصفها لها ...





نظرت إلي الخادمة ببلاهة .. ثم ردت ... أنا ما في معلوم ؟




وقفلت عائدة بعد أن تركت تلكـ الصحون الغريبة في يدي





هممت أن ألحق بها لولا أني لا أبس غطاءا على رأسي




...





كنت لا أطيق صبرا أن أنتظر حتى يأتي زوجي في منتصف الليل .. لذلكـ هرعت لعباءتي ولحقت بالخادمة ...





وعند بابهم ... استقبلتني سيدتها قائلة:



ما خطبك؟ ما الأمر؟





مددت الصحون وقلت وقد تقطع نفسي من المشي بسرعة:


ولكن هذهـ ليست صحوني !





قالت: وما صحونكـ ألم تطلبي مساعدة ؟ ... ها قد أرسلت إليكـ ما تريدين





قلت: ولكن ... أردت أن تعيدي صحوني إلي حتى يكتمل الطاقم ..





نظرت الجارة إلى خادمتها باستغراب ثم قالت لي: ولكن أين صحونكـ ؟





قلت: عندكم





قالت: ومتى كانت عندنا؟





احترت في مكاني ... هل أطلب منها أن أفتش مطبخها ؟ .. لا .. أنا أستحي من فعل ذلكـ





أم ماذا أفعل؟





ختمت ذلكـ الموقف بقولي:




عفوا أنا آسفة على الإزعاج ... ولكن إن وجدت أطباقا غريبة في خزانتكـ فخبريني





قالت: لا بأس .. ولكن لا يوجد في خزانتي شيء ليس لي




وأغلقت الباب




...






خرجت من العمارة عائدة بخفي حنين إلى منزلي





وبعد أن دخلت المنزل وأنا أخلع عباءتي سمعت صوت الجرس ترددت في الذهاب فوقفت حتى انتهى صوت الجرس ثم ذهبت لأرى من بالباب؟




وعند باب الفناء الخارجي ... وقفت لأقول: نعم ... من هناكـ؟





ولكن لا صوت




كنت خائفة من أن أفتح الباب في ظلمة الليل لطارق لا أعلم من يكون؟؟




...

يتبع


توقيع ملح محلى(أم عبدالملك)
(اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين)

هل تقع الرؤيا على أكثر من معنى؟

التعبير والتشبيه

حفظ الأسرار من آداب التعبير

أم عبد الملك







[/CENTER]