لم أكن كثيرة الاحتكاكـ بالجيران من حولي ... وكانت جارة واحدة تكفيني ما دامت لي كالأخت المخلصة والمحبة
وكانت جارتي التي تسكن في الطابق العلوي دائما ما تدعوني لاجتماع الجيران وللدوريات بينهم .. وأعتذر منها
وفي ذلكـ اليوم اتصلت بي لتدعوني لحضور اجتماع الجيران في منزلها ... وقالت لي أن هذهـ فرصة للتعرف عليهم
وأمام إصرارها رضخت للأمر وأنا أحس بالخجل والتوتر من مجالسة نساء لا أعرفهن ..
وفي تلكـ الليلة قضينا وقتا ممتعا وكانت بعض الحاضرات على درجة من المرح والحيوية التي أمتعت المجلس وزادت في انبساطنا
وعند الخروج كانت الحاضرات يودعنني وهن يؤكدن علي أن أزورهن في منازلهن
وفعلا صرت أحضر كل أسبوع عند واحدة منهن ... خاصة وأن أغلبنا نحن الجارات قد تغربنا عن أهالينا وسكنا في مدينة لا يوجد فيها أقارب لنا
فصرنا لبعضنا كالأقارب
وذات مرة كنا قد تجمعنا عند أحد جاراتنا التي تقطن بالمنزل المجاور لنا من الناحية الشمالية وكانت تسكن الطابق العلوي ... وجمعتنا في سطح المنزل حتى نشاهد صغارنا وهم يلعبون بقربنا
قمت لأتجول بعد العشاء ووقفت بجانب فتحة صغيرة في الجدار تطل على منزلنا فتفاجأت أنها تكشف الفناء وجزء من باب الصالة وجزء من باب المطبخ أيضا ... وكان طرف الفرن باديا ...
تذكرت تلك الليلة الليلاء ... الليلة الغريبة التي اختفت فيها أجهزتي ... وودت لو كنت حينها أراقب المنزل من هذهـ الفتحة ...ثم توقفت عند كلمة (أراقب)
وفكرت فيما إذا كان أحد ما يراقبني منها ..؟
تأملت في جارتنا قليلا وتذكرت أنها تحدثت كثيرا عن زوجها وعيالها .. ولكن لم أكن لأهتم لحديثها عنهم كثيرا
وجالت في بالي أفكار كثيرة
منها أن أركز في كلام جارتنا
ومنها أن أراقب تلك الفتحة من مطبخي بعد أن أطفئ إنارته
وبدأت العمل من تلك الليلة
وحفظت جيدا من حديث جارتنا أن زوجها يعمل في الشركة نفسها التي يعمل فيها زوجي
وأن لديها ولدين أحدهما في الصف الثالث المتوسط والآخر في الصف الأول المتوسط
وبعدهما بنات اثنتين في الابتدائية وواحدة دون سن المدرسة
وأصغرهم طفل بعمر السنة في عمر صغيري تقريبا
وبدأت أداوم في أسبوع زوجي الليلي في المطبخ بعد أن أطفئ الإضاءة وأقف بجانب النافذة لأراقب المكان وتلكـ الفتحة خصوصا
في بعض الليالي كنت أشاهد شيئا أسودا يتحرك خلفها ... ولكن لا أستطيع تمييزهـ
وظللت على تلك الحال أسابيع أراقب ولا أمل ساعة أو ساعتين ثم أذهب لأنام بجوار صغيري
في مرة من المرات التي اجتمعنا فيها شكت جارة لنا من اختفاء جهازها الجوال وكان جديدا لم يمض على شراءه أسبوع
علقت جارتنا في المنزل الشمالي وتدعى أم متعب أنه ليس النساء فقط هن اللاتي يرغبن بالأجهزة الجديدة بل حتى الأولاد الصغار يرغبونها بشدة
وأن أولادها يكادون يصيبونها بالجنون من كثرة طلباتهم وخاصة جهاز جوال جديد وكنت قد ركزت نظري عليها وأخذت جل اهتمامي
وعندما قامت جارتنا صاحبة الجوال المفقود لترى ابنها ... قالت أم متعب أن ابنها ابتاع جهازا جديدا هذا الأسبوع
وفطنت أنا إلى أنها قالت ذلك وهي في ريبة من أمرها وتعمدت قول ذلك في غياب صاحبة الجوال المفقود
حينها حزمت أمري وعقدت العزم على التخطيط لأمر ما ... قد يكشف لغز اختفاء أجهزتي
لم أفكر في تفتيش منزلها طبعا ولكن..
---------------
يتبع ....