لم أنم تلكـ الليلة فالخوف والغموض يشدان عيناي للدرجة التي أتخيل فيها أني قد ودّعت النوم للأبد !
كانت تلكـ الليلة أطول من أي ليلة مضت ... حتى خيل إلي أنها قد ابتلعت الأيام والليالي والأسابيع القادمة .. وأن الصباح لن يطلع !
كنت أذرّع الأرض جيئةً وذهاباً .. فأصل الباب الموصل للفناء ثم أضع يدي في محاولة لفتحه .. ثم أحس بشلل الخوف يسري فيها فتسقط منتفضة !
أعود للمطبخ فأتذكر العشاء فأحس بألم في بطني .. أسرع إلى دورة المياه .. ثم أتوقف لأتذكر صغيري .. وأعود إليه لأطل في وجهه وأمسح على خده
وكأني أغبطه على نومةٍ هانئةٍ لا يشاركه فيها شيء مما أهمني الليلة
طلع الصباح وكأنه أتى من سفر بعيد .. ولم أحس بنفسي إلا على صوت مفاتيح زوجي وهو يدخل المنزل
وكنت قد سرقني النوم على غفلة من هواجسي وأنا متكئة على جانب من سرير الصغير
تعجب زوجي من هيئتي فأنا لا أرتدي ملابس النوم وو
قطعت عليه أفكاره:
- صلاة الفجـــــــــــــر
لم أصلِّ الفجر
وأسرعت لأتوضأ تاركةً زوجي يقف مبهوراً في وسط المكان !
صليت الفجر وأنا في نزاع بين أن أتم صلاتي وبين أحداث ليلة البارحة
لملمت سجادتي بسرعة وأنا أحدث نفسي كيف ستكون ردة فعل زوجي عندما أخبره بما حدث؟
وعندما دخلت الغرفة كدت أتعثر بسجادة تتوسطها وأنا أنظر لزوجي الذي سرعان ما غط في نوم عميق
أحسست وقتها أني بركان سينفجر!
وتذكرت كيف كان نومي البارحة صعباً بكل مقاييس الطلب ... وهو استسلم بسهولة للنوم وكأن النوم يطلبه !
....
وعلى الغداء كان زوجي قد تحولت يده إلى حالة من الجمود وأنا أسأله عن جهاز الحاسب والجوال
ولم يجرؤ على اتهامي بالإهمال لعلمه أني أحرص على هاذين الجهازين أكثر من أي شيء آخر في المنزل
بحثنا معاً ولم نجد شيئاً
قررنا في عطلة نهاية الأسبوع أن نفتش بطريقة جدية وأن نقلب المكان ولكن لا أثر
زار زوجي محلات الجوال والأجهزة الإلكترونية والحواسيب ليرى إن كانت سُرقت وتم بيعها ولكن لا أثر !
بدأ اليأس يأخذ من عزائمنا ... وفترنا عن البحث
ابتاع زوجي لي جهاز جوال بديل
وتركنا أمر الحاسوب إلى أجل غير مسمى
وكان اختفاؤهما كلغز لا يلبث أن يقفز أمامي كل حين وكأنه يذكرني بالبحث عن إجابة مقنعة ؟
كذلكـ كان درساً لي في الحيطة والحذر ... فكنت أتردد على الأبواب والإضاءات أكثر من مرة لأتأكد إن كنت أغلقتها
حتى أني هممت حينها أن أسجل كل ذلكـ في جدول ... ولكن أخاف أن أُرمى أو أتهم بوسواس قهري أو مرض نفسي من فعل ذلك !
وعندما تزداد حيرتي كنت أدعو الله أن يجعلني على بينة من أمري وأن يرد لي ضالتي
------------------------------------------------------
يتبع
اكتبوا لي ردود حلوة 
