" في الأمة خيرٌ كثير "
لا تقل سقطت الهمم ، وراج سوق الباطل ، وعمَّ الفساد ، لا تقل : طٌمِست معالم الحق ، وذهبت أنوار الرسالة ، لا تكن سبباً في إشاعة اليأس ، ونشر التشاؤم في أرض الأمم.
بل الأمة فيها خير كثير ، ولازالت الفطرة تصيح لتعود إلى المنهج الحق ، وهاهي قوافل الدعاة تجوب البلاد عبر القارات وانظر في العائدين إلى الإسلام ، وتأمل في قصص التائبين والتائبات.
في الأمة أشباه عمر ، وخالد ، وطارق ، وابن تيمية ، وابن حنبل ، وابن باز ، ولكن من يخرجهم لنا ؟
في الأمة الأبطال والقادة وأصحاب العلا والمجد ، وستكشف لك الأيام .
ولك أن تفتح صفحات التاريخ لترى أن البلايا والمصائب والفتن خرج من بطونها قادةً للأمة عبقاً من التاريخ وردحاً من الزمن ، فابن تيمية يولد في أرض تحيط بها البدع ، فيجادل ويسجن ، فينتصر بالحق ، لأن الحق معه " وكان حقاً علينا نصر المؤمنين " وابن حنبل ، تنزل معه الفتنة العظمى " خلق القرآن " فيقف لها ، ويتصدى لمن سار بها.
وهكذا ، تنجب الأمهات في ليالي الظلام من يخرج الناس إلى بر الأمان .
فمهما تأخر النصر ، وتسلط العدو ، وانتشر الفساد ، فاعلم أن الله قد وعد بحفظ دينه ونصره " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي" ولكن مع هذا الوعد الرباني لابد من دراسة الواقع ، ومعرفة أسباب التأخر ، وقراءة التاريخ لنضع بعدها وسائل النصر والتمكين ، ليتسنى لأبناء الجيل من التكامل في الرؤية للواقع ليكون العمل على منهج واضح ..
ومضة : كُن أنت الأمل ، ولاتكن جزءً من الألم .
محبكم / سلطان بن عبد الله العمري