أبو بكر الصديق جمع الخير كله: عن أبى هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « من أصبح منكم اليوم صائما ». قال أبو بكر أنا. قال « فمن تبع منكم اليوم جنازة ». قال أبو بكر أنا. قال « فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ». قال أبو بكر أنا. قال « فمن عاد منكم اليوم مريضا ». قال أبو بكر أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ما اجتمعن فى امرئ إلا دخل الجنة » رواه مسلم. قال ابن القيم رحمه الله: أن الطريق إلى الله هي واحدة جامعة لكل ما يرضي الله وما يرضيه متعدد متنوع فجميع ما يرضيه طريق واحد ومراضيه متعددة متنوعة:
ومن التخطيط للآخرة : البيئة الصالحة والأجواء الإيمانيه :
وهو من أهم الأسباب الرئيسية والمهمة التي تعين المسلم على أن يبحث ويحرص على مصاحبة الصالحين الطيبين الذين تذكرك بالله رؤيتهم، وترغبك مجالستهم في الاستعداد للآخرة. إن مخالطة ومصاحبة أهل المعاصي والفساد تبعدك عن الله والدار الآخرة وتشغل قلبك وعقلك وبدنك فتجعل تخطيطك لدنياك فقط.
ومن التخطيط للآخرة :التقلل من الدنيا :
التقلل من التعلق و الإنشغال والتفكير بالدنيا بقدرالمستطاع ،و أن لا تكون أكبر همه ، ولا مبلغ علمه ، فرق كبير بين شخص يملك عشرة دكاكين وبين شخص يملك دكاناً واحداً ، فلاشك ولاريب أن الذي يملك عشرة دكاكين سيكون عطاؤه للآخرة أقل لانشغاله بهذه الدنيا الفانية الزائلة.
ومن التخطيط للآخرة : الدعاء:
وهو أيضا من الوسائل المهمة أن يتضرع المسلم بين يدي ربه ويدعوه وينكسر بين يديه ويسأله التوفيق والهداية والتيسير للأعمال التي تقربه من الله في الآخرة
ومن التخطيط للآخرة : أن يكون للمسلم أوقات يختلي فيها مع ربه في مناجاته واستغفاره وذكره وطاعته ومحاسبة نفسه.
فليس صحيح أن يقضي المسلم يومه كله وهو في خلطة وحديث مع الناس ، فمتى يتفرغ لنفسه فيصلحها ويزكيها .
أخي الحبيب : لابد أن تضع لك برنامجاً يومياً تنفرد فيه عن الناس وتبتعد عنهم أقلها ساعة في النهار وساعة في الليل.
(حكمة ):كلما كثر اختلاط المسلم بالناس بغير فائدة دينية أو دنيوية ، قل تخطيطه لآخر ته وإنتاجه لها .
يجب أن يكون التخطيط للآخرة قبل الدنيا (إذامات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أوعلم ينتفع به أوولد صالح يدعوله فاسعي الى ان يكون لك صدقة جارية مصحف توزعيه شجرة تزرعينها مال وقف للمسلمين او علم ينتفع به و لو بموضوع تكتبيه او تنقليه على الانترنيت وولد صالح تربيه و ان لم يكن لك فاسعي لان تدعي ربنا هب لنا من ازواجنا و ذرياتنا قرة اعين و اجعلنا للمتقين اماما
التخطيط للآخرة
يستغرب الكثير من هذه العبارة, ويحسبون لأول وهلة أنها عبارة محدثة ليس لها صلة بالإسلام, وهو اعتقاد خاطئ وذلك لأن الله خلقنا بالأصل للعبادة, فيجب أن يكون التخطيط لها من باب أولى.
الكثيرون من الناس وللأسف الشديد حتى من الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطا دقيقا لأمور الدنيا لينجحوا في إنجازها في الوقت المحدد, ومثالا على ذلك إذا أراد أحدهم أن يلعب في أحد النوادي الساعة السابعة مساءا, فإن كان طالبا نراه يقوم بأداء جميع الواجبات المنزلية مبكرا, وإذا كانت له مواعيد تتعارض مع هذه الموعد فإنه ينظمها بشكل بحيث لا تتعارض, يؤخر هذا ويقدم هذا, فإذا جاء موعد صلاة العشاء وظن أن الصلاة في المسجد سوف يؤخره عن الموعد فإنه يذهب إلى مسجد أسرع حتى يستطيع اللحاق بموعد اللعب. حتى يأتي موعد اللعب وهو مستعد له تمام الإستعداد, وجاء بالموعد المحدد أو حتى قبله لئلا يفوته شيء من اللعب.
وإذا كان موظفا فكذلك يغير مواعيده جميعها حتى لا تتعارض مع ذلك الموعد فزوجته يبعث بها إلى بيت أهلها بعد المغرب, وحاجات البيت يشتريها بعد العصر, والحاجة الفلانية يتصل بأحد الإخوة لإنجازها, ويتصل بآخر ليستأذنه بتأخير موعده الذي سيتعارض مع موعد اللعب, وهكذا يؤخر هذا ويقدم هذا حتى يستطيع الذهاب إلى موعد اللعب وأداء ذلك النشاط بنفس الواقت المحدد.
هذا ما تعود عليه معظم الناس, إنهم يخططون بكل ما أوتوا من طاقة لإنجاز أمور الدنيا.
ولكن القليلين الذي يخططون لأمور الآخرة, وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة, ونسيان أو تناسي أن للمسلم مواعيد مهمة مع الله, ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر.
ومن أمثلة التخطيط للآخرة .. قيام الليل.
فإن هذا الملتزم عندما يخطط أنه سيقوم الليل في الليلة الفلانية من الأسبوع فإنه يلغي أو يعيد ترتيب كل موعد يؤخره في الليل حتى يستطيع النوم مبكرا, وكذلك يخفف من الطعام في تلك الليلة وكذلك يخفف من المجهود العضلي الذي قد يرهق المرء فيكون الإستيقاظ صعبا.
وكذلك من خطط للإستماع إلى حلقة علم, فإنه يرتب جميع مواعيده حتى لا تتعارض مع تلك الحلقة, ويقضي جميع حوائجه وحوائج أهله بفترة كافية قبلها, حتى يحضر بالوقت المناسب لئلا يضيع عليه شيء من العلم.
إن مما يحزن أن الكثيرين يتهاونون في التخطيط لأمور الآخرة ولا يحزنون لفواتها, بينما يحرصون كثيرا على التخطيط لحظ نفسه من أمور الدنيا ويحزنون لفواتها.
ما تخطيطنا لتحقيق الأهداف الأخروية ؟
رضا الله، ورضوانه.
رحمة الله، وغفرانه.
الفوز بالجنة،
والنجاة من النار،
يقول الله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) سورة آل عمران الآية"185"،
وقال تعالى: (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوانٌ من الله أكبر ذلك الفوز العظيم) سورة التوبة الآية"72".
هل خططنا للآخرة، كما خططنا للدنيا؟.
إنه سؤال جوهري.
كيف لا وهو سؤال يتعلق بالمصير، والمنقلب