بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قد تمر بك لحظات ضعف ؛ فيخيل إليك أن قواك قد خارت ، وأنه لم يَعُدْ بكقدرة على المجاهدة ، والصبر ومواصلة العمل ؛ فلا تستسلم لهذا الخاطر؛ فإن للنفوس إقبالاً وإدباراً؛ فلعل ذلك الإدبار يعقب إقبالاً.
وقد تشعر _أحياناً_ بإحباط ، وقلة ثقة ، وشعور بالنقص ، وأنك لا تصلح لشيء من الأعمال _ فلا تستسلم لهذا الشعور، واستحضر بأن الإخفاق ليس عاراً إذا بذلتَ جهدك بإخلاص ، وتَذَكَّرْتَ أن المرء لا يعد مخفقاً حتى يتقبل الهزيمة، ويتخلى عن المحاولة ، فحاول مرة بعد مرة، وأعد الكرة بعد الكرة، وستصل إلى مبتغاك _بإذن الله_.
وقد يعتريك شعور بالزهو والإعجاب، فتشعر بأنك نسيج وحدك، وقريع دهرك ؛ فلا تحتاج إلى ناصحٍ أو مشير.
فإذا مر بك ذلك الخاطر فلا تستسلم له، ولا تركن إلى ما أوتيت من ذكاء ، وعلم ، وانظر إلى ما فيك من نقص وضعف حتى تتعادل كفتا الميزان لديك .
وقد تهجمعليك الهموم ، وتتوالى عليك الغموم ، فيخيل إليك أنها ستلازمك طول عمرك ، فتظن أن أيامك المقبلة سود لا بياض فيها ؛ فلا تستسلم لهذا الخاطر، ولا تحسبن الشر لا خير بعده ، أو أنه ضربة لازب لا تزول ؛ فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً.
وقد تتحرى الصواب، وتحرص كل الحرص على ألا تخطئ في حق أحد، ثم لا تلبث أن تقع في الهفوة والهفوة ؛ فلا تظنن أن ذلك يبعدك عن الكمال ، والسعي إليه ، فمن الذي تُرضى جميعُ سجاياه ؟ وأي الرجال المهذب؟
وقد تقع فيالذنب إثر الذنب، فيلقي الشيطان في رُوعك أن الخير منك بعيد، وأنك ممن كتبت عليه الشقاوة ؛ فلا تستسلم لهذا الإلقاء الشيطاني ، واستحضر بأن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، و[إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ] وبذلك تنقشع عنك غياهب اليأس.
منقول ,,,,,,,,,,,,,,