["الخنساء"]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على طرح السؤال..أجده في غاية الأهمية في الحقيقة.

حال المعبر في نظري يشبه إلى حد كبير حال الطبيب. فالطبيب إذا مرض فإنه يستشير طبيبا آخر لتشخيص حالته، لأسباب عدة منها ما يتعلق بالاختصاص ومنها ما يتعلق بالموضوعية ....الخ

فكذلك المعبر أحيانا يقع في حيرة أمام رؤاه ويحتاج لمعبر آخر ليساعده في فك رموزها، لأن المعبر مهما كان عالما أو متمكنا من علم التعبير، فقد تواجهه رؤى تشكل عليه، سواء كانت رؤاه او رؤى غيره. هذا من جانب.

ومن جانب آخر، فالمعبر أحيانا يرى رؤى لها علاقة بالمشاعر وحياته الخاصة، وهنا يخشى أن يلبس الرموز بغير معناها الحقيقي فيقع في حيرة من أمره، ويقول أتعني حقا هذا؟

المشاعر تلغي الموضوعية، لذلك تجد المعبر يلتبس عليه الأمر عند محاولة تعبير رؤيا من هذا النوع. كالطبيب عندما يتحول إلى مريض، فإنه يفقد الموضوعية فلا يستطيع ان يشخص حالته بدقة ويعالج نفسه كما يفعل مع مرضاه.

أما بخصوص تعبير رؤيا داخل رؤيا، فهذا حدث معي سابقا، وأظن له علاقة بالانشغال بهذا العلم ويكون حديث نفس، أو أن يكون فعلا تعبيرا لتلك الرؤيا إن لم يكن فيها ما يخالف السنة.

أذكر مرة انني في المنام كنت أحاول تفسير المنام نفسه!! وخرجت من غرفة إلى ما يشبه ساحة منزل او مسجد ، ورأيت رجلا يظهر من هياته انه شيخ، كان جالسا على حصير، فجلست بجانبه وبدأت أسرد عليه منامي وطلبت منه تعبيره، فتبسم وكأنه يقول لي أنني أعرف تعبيره ولا أحتاج إلى تعبيره هو..

الشاهد انني أحيانا أجد ما وقع في نفسي من تعبير لرؤياي بعيد عن الواقع، رغم أن الرموز تشير بقوة إلى ذلك التعبير، فأعرضها على معبر محايد لأرى إن كان تعبيره نفس ما وقع في نفسي او ان للرؤيا تعبير آخر.

وأحيانا الرؤيا الواحدة تحمل عدة وجوه، فنحتار في تعبيرها.

هذه إجابتي بشكل عام على سؤالك القيم.

وفقنا الله وإياكم