قال الأعمش : خرجت أنا وإبراهيم النخعي ، ونحن نريد المسجد فلما صرنا في خلال طرقات الكوفة ؛؛
قال لي : يا أبا سليمان .
قلت لبيك قال: هل لك أن تأخذ في طرقات الكوفة كي لا نمر بسقائها فينظرون إلي أعور وأعمش فيغتابوننا ويأثمون؟
قلت : يا ابا عمران وما عليك في أن نؤجر وياثمون؟
قال: بل نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون
القصة مؤلمة حد الكفاية.. وتصفع القلوب وليس هناك مساحة في القلب لمزيد من الإستياء.!!
لكن....
السؤال الآن.كم منا يبغي السلامة لأخيه؟؟؟
يقول عليه السلام"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
فوالله حال قلوبنا وضمائرنا اليوم يرثى لها!!
فكم من امرأة أو عجوز استغلت أصغر أفراد المنزل أو ساذَجَهِم بحبة حلوٍ لتعرف ما آخر أخبار اليوم عند جيرانها أو أقاربها لتنشرها؟؟
وكأنها قد جلبت أخبار أعداء الإسلام لقائده وحققت للمسلمين نصرا وفائدة!!!
وبعد النشر تعاني العائلة من نظرات الناس التي تحمل الكثير من المعاني!!
وتعاني من أسئلتهم التي تصيب الأفراد بالذهول؟؟
واذا عرف عن الطفل أنه القائل يعاني الضرب من الأم والأب وقطيعة الإخوة وشماتة أقرانه!!!
صمٌ إذا سمعوا خيـــرا ذُكــرت به *،* وان ذُكرت بسوء عندهم أَذَنـــوا
أو يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا *،* منّي وما سمعوا من صالح دفنوا
لماذا ما الفائدة التي تجنيها هذه الغربان من نعيقها بأخبار السوء؟؟
والله إن أمر الناس لعجيب!!!
لا يبغون السلامة لإخوانهم وقد نسوا أنهم حرموا أنفسهم من السلامة أيضا؟؟
لوثوا قلوبهم بالغيبة والنميمة والشماتة..
أنسيتم أن الدهر يومان يوم لنا ويوم علينا؟؟؟
فإن تكلمنا عن الناس خيرا في يومهم سيتكلمون عنا خيرا في يومنا...
يا إخوتي..
إننا نحن المسلمين لا وقت لدينا نضيعه بالقيل والقال..وعلينا أن نثق أنَّا لا نسأل عما يدور في بيوت الناس يوم القيامة.!!
فوالله عمرنا قصير وعملنا حقير أمام نعم الله علينا..
فأعمارنا قصيرة..وصحائفنا قليلة كي نملأها حسنات تدخلنا الجنة فكيف بها ونحن نملؤها سيئات وغيبة ونميمة؟؟
يقول خير الأنام عليه السلام: " إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعاً وهات وكره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال"
وأما ( قيل وقال ): فهو الخوض في أخبار الناس ، وحكايات ما لا يعني من أحوالهم وتصرفاتهم .
وأما قوله : ( ومنعا وهات ): أنه نهى أن يمنع الرجل ما توجب عليه من الحقوق أو يطلب ما لا يستحقه
...