
2014-02-12, 8:09 PM
|
وأحيانا قد يرى الشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤاه على غير هيئته الحقيقية، ويكون كرمز يدل على معنى معين بحسب رموز الرؤيا بكاملها، وبحسب احوال الرائي.
وللفائدة سأنقل هنا بعض معاني رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم بقلم الدكتور جمال حسين جمال الدين عبد الفتاح (للأمانة العلمية):
1. يدلُّ على نفسه (صلَّى الله عليه وسلَّم)، وأهل بيته، وعلى الإسلام؛ لأنـَّه نبيُّ الإسلام. ويدلُّ على سُنَّته الشريفة.
2. يدلُّ على رجل مسلم صالح ملتزم بسُنَّتِهِ (صلَّى الله عليه وسلَّم). وتدلُّ رؤياه على الهداية والالتزام بالإسلام.
3. يدلُّ على عالم من علماء الإسلام الصالحين الأتقياء؛ لقوله (صلى الله عليه وسلَّم): «...إنَّ العلماء هم وَرَثَةُ الأنبياء. إنَّ الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنَّما ورَّثُوا العلم...» (حديث صحيح - رواه ابن ماجة).
4. وقد تدلُّ رؤياه (صلى الله عليه وسلَّم) على الرحمة لمن رآها من الصالحين خاصًّة إذا رُؤيَ على هيئته الشريفة التي كان عليها في الدنيا؛ لقول الله (تعالى): ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء:107].
5. رؤياه (صلى الله عليه وسلَّم) في موضع أو بين قوم صالحين هو أمان لهم من العذاب، أو البلاء، أو الخوف، أو القلق، أو عاقبة السوء؛ لقول الله (تعالى): ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ...﴾ [الأنفال:33].
6. وقد تدلُّ رؤياه (صلى الله عليه وسلَّم) على رجل مسلم يُعلِّم الناس الخير؛ لقوله (صلَّى الله عليه وسلَّم): «إنَّ الله لم يبعثني مُعَنِّتًا، و لا مُتَعَنِّتًا، ولكن بعثني مُعلِّمًا مُيسِّرًا» (صحيح الجامع).
7. يدلُّ على الإصلاح، والتقويم، وإحقاق الحقِّ، وإزهاق الباطل، وسيادة العدل، وزوال الظلم، أو من يقومون بهذه الأعمال من المسلمين الصالحين الأتقياء؛ لأنـَّه (صلَّى الله عليه وسلَّم) بُعث لترسيخ هذه القيم في المجتمع.
8. رؤيا النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) في هيئة طيـِّبة مخصوصة قد تدلُّ على خير عظيم له علاقة بهذه الهيئة، فمثلًا: رؤياه (صلَّى الله عليه وسلَّم) في هيئة محارب قد تدلُّ على النصر والتمكين، ورؤياه في هيئة طبيب قد تدلُّ على الشفاء، ورؤياه في هيئة حاكم دولة قد تدلُّ على إصلاحات سياسيَّة مهمَّة، ورؤياه في هيئة رجل أعمال قد تدلُّ على أموال، وغِنَى، ووفرة اقتصاديـَّة...إلخ.
9. رؤيا النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) في هيئة غير طيـِّبة، أو لا تليق به، أو لا تتَّفق مع ما كان عليه حاله (صلَّى الله عليه وسلَّم) ربَّما تدل على معنى معيَّن له علاقة بهذه الهيئة. وقد تدلُّ هذه النوعيَّة من الرؤى على خلل في تديُّن الرائي – أو غيره -، وقد تدلُّ على معانٍ أخرى ترتبط بهذه الهيئة ولا تدلُّ بالضرورة على خلل في التديُّن. فمثلًا: رؤياه (صلَّى الله عليه وسلَّم) مقتولًا في مكان ربُّما تدلُّ على معادة أهل هذا المكان للإسلام والمسلمين، وتنكيلهم بهم، أو ربَّما تدلُّ على مسلمين موتى، أو مقابر الشهداء من المسلمين.
ورؤياه (صلَّى الله عليه وسلَّم) بدون لحية، ربَّما تدلُّ على ناس مسلمين، ولكن ليسوا ملتزمين بالسُّنَّة. ورؤياه (صلَّى الله عليه وسلَّم) يُغنِّي، ربَّما تدلُّ على بعض من يتقرَّبون لله (تعالى) بالأغاني كالصوفيَّة أو غيرهم، ورؤياه (صلَّى الله عليه وسلَّم) في هيئة رجل دين يهوديٍّ أو نصرانيٍّ قد تدلُّ على مسلمين يتَّبعون هؤلاء في أعمالهم وأسلوب حياتهم، كما جاء في الحديث الشريف: «لتَـتَّبِعن سَنَنَ من كان قبلكم، شِبرًا شِبرًا وذِراعًا ذِراعًا حتَّى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعتُمُوهُم. قلنا : يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فَمَنْ؟» (متَّفق عليه).
وقد تدلُّ رؤياه (صلَّى الله عليه وسلَّم) يلهو أو يلعب على قوم منافقين من الذين قال الله (تعالى) فيهم: ﴿الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا...﴾ [الأعراف:51]. ومن أشهر هذه الرؤى ما جاء في مُسنَد الإمام أحمد بسند صحيح عن الصحابيِّ عبد الله بن عبـَّاس (رضي الله [تعالى] عنهما) أنـَّه قال: «رأيت النبيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم أشعث، أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمِّي يا رسول الله، ما هذا؟» قال: «هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل ألتقطه منذ اليوم»، «فأحصينا ذلك اليوم، فوجدوه قُتِلَ في ذلك اليوم»، فدلَّت رؤيا النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) في هذه الهيئة التي لا تليق أو تخالف الحقيقة على مدى شناعة وقبح وفداحة حادثة مقتل الحسين (رضي الله [تعالى] عنه) وأصحابه. والله (تعالى) أعلم.
10. وقد تدلُّ رؤيا النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) على الشخص نفسه وأحواله، فما كان فيها من خير، فهو يدلُّ على خير في أحوال الشخص، وما كان فيها من غير ذلك، فهو حالة غير طيِّبة لهذا الشخص؛ وذلك لقول الله (تعالى): ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ...﴾ [التوبة:128].
حكاية مفيدة 1: رأت فتاة مسلمة لا تلتزم باللِّباس الشرعيِّ وترتدي ملابس كاشفة، رأت النبيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) في المنام يرتدي ملابس قسٍّ نصرانيٍّ، فدلَّت لها الرؤيا على مشكلة في التزامها الدينيِّ، وهي اقتداؤها بالنصارى (الغربيـين) في لباسهم. والله (تعالى) أعلم.
حكاية مفيدة 2: رأى شأبٌّ نحسبه من الصالحين النبيَّ (صلى الله عليه وسلَّم) يمشي بتواضع، وكأنَّ هيئته كلَّها سواد. فذهب بها إلى مفسِّر، فسأله عن تفسيرها، فأجابه: تعيش حياتك سيِّدًا في قومك مسكينًا في قلبك. والله (تعالى) أعلم.
11. رؤيا النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) ميِّتًا أو مقتولًا قد تدلُّ على ارتداد عن الإسلام أو انتكاسة في الالتزام الدينيِّ والأخلاقيِّ (والعياذ بالله تعالى)، والقتل أشدُّ وأسوأ من الموت؛ لقول الله (تعالى): ﴿...أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ...﴾ [آل عمران:144]. وربَّما تدل ُّرؤيا النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) ميِّتًا على موتى المسلمين ومقابرهم، وعلى موت شخص مسلم عظيم أو أشخاص؛ لقول الله (تعالى): ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾ [الزمر:30]. وقد تدلُّ هذه الرؤيا على العذاب؛ لقول الله (تعالى): ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ...﴾ [الأنفال:33]، أو قد تدلُّ على موت رجل مسلم صالح عظيم.
12. من رأى أنَّ النبيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) قد أعطاه شيئًا طيِّبًا، فهو خير للرائي بحسب معنى هذا الشيء، فالأطعمة أرزاق، والكتب علم، والسلاح قوَّة، والدواء شفاء، والمال متاع...إلخ.
13. من رأى أنَّ للنبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) ولدًا رجلًا، فقد يدلُّ ذلك على الخطأ في دين الرائي أو على دخول البدع والخرافات على السُّنَّة النبوية الشريفة؛ لقول النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ...﴾ [الأحزاب:40]. وربَّما تدلُّ هذه الرؤيا على عالم صالح يستفيد الناس من علمه، أو شخص يقتدي بالنبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم). وانتساب ولد رجل إلى النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) ربَّما يدلُّ على شخص يكذب عليه (صلَّى الله عليه وسلَّم) أو ينسب له شيئًا زورًا وافتراءً. وقد تدلُّ رؤيا أنَّ للنبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) ولدًا ببشرى بولد للرائي الصالح.
14. من رأى النبيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) طفلًا، فقد يدلُّ ذلك على ناس حديثي عهد بإسلام أو التزام في الدين، وقد يدلُّ على فهم سطحي أو ضعيف أو غير ناضج للدين، أو قد يدلُّ على ضعف المسلمين واحتياجهم لغيرهم، وربَّما تدلُّ هذه الرؤيا على طفل مسلم أو أطفال مسلمين.
15. من رأى النبيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) عجوزًا، فقد يدلُّ ذلك على حاجة الناس إلى من يجدد لهم دينهم، وقد يدلُّ ذلك على الغلو في الدين والفهم أو التطبيق المتشدِّد له، وربَّما تدلُّ هذه الرؤيا على كبار السنِّ من المسلمين.
16. من رأى النبيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) في المنام عاريًا في موضع، فقد يدلُّ ذلك على إساءات ترتكب في حقِّ الإسلام في هذا الموضع، وقد يدل على الإسلام النبويِّ الصحيح الخالي من البدع والمحدثات.
17. من رأى النبيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) يقول شعرًا، أو رأى شعرًا يُنتسب إليه، فقد يدل ذلك للرائي الفاسد على فساد العقيدة، وقد يدلُّ على تعلُّم القرآن الكريم للصالحين؛ لقول الله (تعالى): ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ﴾ [يس:69].
18. رؤيا النبيُّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) يشير بأصبعيه الشريفين السبَّابة والوسطى قد يدلُّ على كفالة يتيم؛ لقول النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «كافِلُ اليتيم لَهُ أو لغَيرِه، أنا وهو كهاتَين في الجنَّة. وأشار مالكٌ بالسبَّابة والوُسطَى» (رواه مسلم - ومالكٌ هو أحد رواة هذا الحديث الشريف).
19. وقد يدلُّ النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) في المنام على ختام الأمور، أو نهايتها، أو آخر ما فيها، أو آخر من فيها؛ لأنـَّه النبيُّ الخاتم (صلَّى الله عليه وسلَّم).
20. وتدلُّ رؤياه (صلَّى الله عليه وسلَّم) في المنام على إتمام الأمور وإنجازها على الوجه الأكمل، أو على الوصول إلى مرحلة النضج والتأهيل الكامل، أو إصلاح ما فسد، أو إكمال ما سبق؛ لأنـَّه (صلَّى الله عليه وسلَّم) جاء ليكمل النقص في الديانات السابقة، وليصلح الخلل فيها.
|