وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رآني في المنام فقد رآني ، إن الشيطان لا يتمثل في صورتي .
فالشيطان لا يستطيع ان يأتي على الهيئة الحقيقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه يستطيع أن يكذب ويأتي بصورة على غير هيئة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول للنائم أنا رسول الله.
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفجع يوما مؤمنا في حياته، فكيف يأتي ويفجعه في منامه بخبر موته؟
فالأحلام المفزعة من الشيطان. وهدفها تحزين وترويع المؤمنين.
أما الرؤى الصالحة فهي تأتي مبشرة للمؤمن، ولا تفزعه أبدا حتى وإن كانت تخبره بموته أو موت عزيز، لقوله تعالى ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ). فهي تأتي تمهيدا للحدث لتحث الرائي على الصبر. ولكن لا تفزعه أبدا.
فلننظر إلى هذا المثال لنعرف الفرق بين الرؤيا والأحلام المفزعة في موضوع الموت:
عندما كان عثمان بن عفان رضي الله عنه محاصرا، وهو صائم، لم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يستطيعون إيصال الماء إليه، وفي وقت السحر استطاعت زوجته نائلة ان تأتي ببعض الماء وقالت له: أفطر، نظر رضي الله عنه من النافذة، فوجد الفجر قد لاح، فقال: إني نذرت أن أصبح صائمًا.
فقالت السيدة نائلة: ومن أين أكلتَ ولم أرَ أحدًا أتاك بطعام ولا شراب؟
فقال رضي الله عنه: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اطّلع عليّ من هذا السقف، ومعه دلو من ماء، فقال: اشرب يا عثمان. فشربت حتى رويت، ثم قال: ازدد. فشربت حتى نهلت، ثم قال صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه: أما إن القوم سينكرون عليك، فإن قاتلتهم ظفرت، وإن تركتهم أفطرت عندنا. فاختار رضي الله عنه لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لشوقه إليه، ولِيَقِينِهِ بأنه سوف يلقى الله شهيدًا ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم له من قبل.
وكذلك رؤيا الشيخ عبد الحميد كشك قبل وفاته يوم الجمعة:
قصَ على زوجته وأولاده رؤياه للنبي محمد «صلى الله عليه وسلم»، وعمر بن الخطاب بالمنام حيث رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال له: «سلم على عمر»، فسلم عليه، ثم وقع على الأرض ميتًا فغسله رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه. فقالت له زوجته وهي التي قصت هذه الرؤيا: علمنا حديث النبي أنه من رأى رؤيا يكرهها فلا يقصصها. فقال الشيخ كشك: «ومن قال لك إنني أكره هذه الرؤيا، والله إنني لأرجو أن يكون الأمر كما كان».
ثم ذهب وتوضأ في بيته لصلاة الجمعة وكعادته، بدأ يتنفل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد، فدخل الصلاة وصلى ركعة، وفي الركعة الثانية، سجد السجدة الأولى ورفع منها ثم سجد السجدة الثانية وفيها توفي.
ففي كلتا الرؤيتين لم يأت فيهما إخبار مباشر بالموت.
الشاهد ان هناك رؤى تخبر فعلا بقرب وفاة الشخص ولكن ليس بطريقة مباشرة. وما دون ذلك فهو تفزيع من الشيطان، والله تعالى اعلم.
اتمنى ان أكون قد قربت غليك المعنى.