[فوح المسك]

	رســــــــــــــــــــالة إلــــــــــي مــــــتجـــــــــــــســـــــس ( سُرق حسابي ) ، ( أُخترق حسابي ) ... كلمات كثيراً ما نسمعها في عالم الإنترنت المليئة جعبته بالغث و الثمين و كذلك باللصوص ولكنهم لصوص من نوع آخر : لصوص الشبكة العنكبوتية الذين يتسللون عبر شاشات الكمبيوتر و يسعون لسرقة حساب هذا و معرفة أسرار ذاك و مبتذاً لخصوصية تلك ،متغافلون عن قول الله تعالي :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ) فقد نهانا الله عزوجل عن هذا الفعل الوضيع ، ونهانا عن التجسس و التفتيش عن بواطن أمور الاخرين و التطلع علي أسرارهم و تتبع عوراتهم . فتري الواحد منهم يسعي سعياً حثيثاً لإختراق الحسابات الخاصة بالأخرين ليجد ضالته في رفع النقاب عن أسرارهم بل لم يتورع لهتك سترهم تاركاً وراء ظهره قول رسول الله صلي الله عليه وسلم :( يا معشر من ءامن بلسانه و لم يفض الإيمان إلي قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم و لا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله) رواه الترمذي وغيره وقال الالباني حسن صحيح. ألا تقف لحظة مع نفسك ؟! فإني لا أريد لك إلا الخير إنطلاقاً من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم) انظر الي حديث رسول الله ( فمن تتبع الله عورته يفضحه و لو في جوف رحله )فهل أنت مستعد أن يفضحك الله من جراء ما تفعله من فضيحة غيرك و تتبعك لعورات الناس و اسرارهم ؟! فما يدريك كيف ستكون فضيحة الله لك ( اسأل الله لي و لكم الستر في الدنيا و الاخرة ) اذكرك أيضا بحديث رسول الله (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والاخرة) تأمل معي في الحديث فالمقصود هنا انك إذا رأيت أخاك المسلم علي معصية فسترته فسيسترك الله في الدنيا والاخرة وليس المقصود أن تبحث أنت وتتبع عوراته الناس سأقص عليك موقف حدث مع أحد الأخوة : يقول : ذات يوم دخلت علي رجل فوجدته في هذه اللحظة علي معصية لله عزوجل فذهبت قبل أن يشعر بي ، فمر وقت و عرفت بعد ذلك أن هذا الشخص قد مات فانظر ماذا فعل قال : أخذت استغفر الله له لما تذكرته و هو علي معصية و دعوت الله له بالمغفرة و الرحمة سبحان الله فهو لم يذهب ويفضحه ويشهر به بين الناس بل جلس ليستغفر له هذه المعصية لعله يكون سببا في مغفرةالله له هذا الذنب . قال أبو حاتم :( التجسس من شعب النفاق كما أن حسن الظن من شعب اإيمان) و قال الشاعر: لا تلتمس من مساوئ الناس ::: ما ستروا فيهتك الناس سترا من مساويكا و اذكر محاسن ما فيهم اذا :::: ذكروا ولا تعب أحدا عيبا بما فيكا قال الله تعالي ( والذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهاتا و إثما مبينا) هل تنظر معي لهذه الأيه : الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات : يؤذيهم بالفعل و القول ، يؤذيهم بمعرفة خصوصياتهم و فضحها علي الملأ دون مراعاة لشعورهم وأسرارهم ، فكم كان ذلك سبباً في إيذاء المسلمين و أَُذكرك أيضا بالمقوله المشهورة ( افعل ما شئت فكما تدين تدان) وبالكأس الذي تسقي به تشرب و تأمل أيضا قول الله تعالي :( من يعمل سوءا يجز به) فهذه قاعدة ربانية فلابد أنك ستُجزي بمثل ما تفعل. فالبدار البدار... و التوبة التوبة من هذه المعصية المخزية التي أخشي أن تهلك صاحبها فتهتك ستره كما هتك ستر الأخرين وإن لم يكن في الدنيا ففي الأخرة فعليك بالتوبة قبل فوات الأوان و قبل أن يأتي يوم يفر فيه المرء من أخيه و أمه و أبيه و الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت . فاستعن بالله و عليك بترك الفضول وحب الإستطلاع علي الأخرين بل إشغل نفسك بما ينفعك في أمور دينك ودنياك ( فمن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ) قال الشاعر : إذا شئت أن تحيا و دينك سالم ::: و حظك موفور و عرضك صين لسانك لا تذكر به عورة امرئ ::: فعندك عورات و للناس ألسن و عيبك إن أبدت إليك معايبا لقوم::: فقل : يا عين للناس أعين و لما لا تستخدم مهارتك تلك في نفع الإسلام والمسلمين وتصنع من الليمون شراباً حلواً وتكون بذلك علي ثغر من ثغور الإسلام ، مدافعاً عن شرع الله و سنة رسوله صلي الله عليه و سلم عن طريق قدرتك في إختراق الحسابات التي يوجهها أصحابها في إيذاء الإسلام والمسلمين وفي نشر البدع والشرك فهم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة . فالأمر الآن بين يديك ،فاختر لنفسك إحدي الطريقين فإما الطريق الصحيح الذي يرضاه الله ورسوله و إما طريق الهوي و طاعة الشيطان .

لعل هذه الرسالة تنفعني واياكم
فأنا انصح نفسي قبل أن انصح أي احد
وأن كانت ليست علي المستوي المطلوب الذي يستفيد منه الاخرين ولكنها إن شاء الله مكملة لرسالات إخواني و أخواتي
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته