بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أن المريد اذا حاسب نفسهفرأىمنها تقصيرا ,أو فعلت شيئا من المعاصي فلا ينبغي ن يهملها , فأنه يسهل عليه حينئذمقارفة الذنوب ,ويعسر عليه فطامها , بل ينبغي أن يعاقبها عقوبة مباحة كما يعاقب أهله وولده .
وكما روي عن عمر رضي الله عنه :أنه خرج ألى حائط له , ثم رجع وقد صلى الناس العصر ,فقال :أنما حرجت الى حائطي ,ورجعت وقد صلى الناس العصر ,حائطي صدقة على المساكين .قال لليث:انما فاتته الجماعة ,وروينا عنه أنه شغله أمر عن المغرب حتى طلع نجمان ,فلما صلاها أعتق رقبتين .
وحكي أن تميم الداري رضي الله عنه نام ليله لم يقم يتهجد فيها حتى أصبح ,فقام سنه لم ينم فيها عقوبة للذي صنع .
ومر حسان بن سنان بغرفة فقال : متى بنيت هذه ؟ثم أقبل على نفسه فقال :تسألين عمالايعنيك !لأعاقبنك بصوم سنة , فصامها.
فأما العقوبات بغيرذلك مما لا يحل ,فيحرم عليه فعله .مثال ذلك :ماحكي أن رجلا من بني أسرائيل ,وضع يده على فخذ ا مرأه ,فوضعها في النار حتى شلت , وأن آحر حول رجله لينزل ألى امرأة ,ففكر وقال :ماذا أردت أن أصنع ؟فلما أراد أن يعيد رجله ,قال هيهات رجل خرجت في معصية الله لا ترجع معي .فتركها حتى تقطعت بالمطر والرياح ,وأن آخر نظر ألى امرأة فقلع عينه ,فهذا كله محرم ,وأنما كان جائزا في شريعتهم .ةقد سلك نحو ذلك خلق من أهل أمتنا ,حملهم على ذلك الجهل بالعلم ,كماحكي عن غزوان الزاهد :أنه نظر الى امرأة ,فلطم عينه حتى نفرت .
وروينا عن بعضهم :أنه أصابته جنابه وكان البرد شديدا ,وأنه وجد في نفسه توقفا عن الغسل , فآلى أن لا يغتسل ألى في مرقعته ,وأن لا ينزعها ولا يعصرها , فكانت شديدة الكثافة تزيد عن عشرين رطلا .وهذا من الجهل بالعلم , أنه ليس للانسان أن يتصرف في نفسه بمثل هذا .
وهو أنه أذا حاسب نفسه, فينبغي أذا رآها قد قارفت معصية أن\ ويكرهها ما استطاع [color=wheat]. [/يعاقبهاكما سبق , فأنرآها تتوانى بحكم الكسل في شئ من الفضائل,أو ورد من الاوراد فينبغي أن يؤدبها بتثقيل ا لأ وراد عليها , كما ورد عن ابن عمر رضي الله عنه أنه فاتته صلاة في جماعة , فأحيا الليل كله تلك الليله . وأذا لم تطاوعه نفسه على الأوراد,فأنه يجاهدها color]