[الى الجنة أسعى]

	قصة تدور أحداثها حول رحلة لروح في هذا العالم او على الأرجح تفاصيل حياتها , ولدت في مكان كبير لم تعتد عليه، وضجيج هزّ أذنيها الناعمتين ،والتف حولها هواء رقيق لكنّه ألمها ... لم تكن تملك سوى البكاء والصراخ لتعبر عن خوفها وانزعاجها من كل الأشياء الغريبة من حولها فبكت وصرخت بأعلى صوتها . *وبمولد تلك الروح فُتِحَ ذلك الكتاب الذي يحوي صفحات بيضاء جميلة ..إنه كتاب حيااتها ،. وبصراخها ذاك أفاقت روح أنجبتها من بعد عناء وفرحت بها وسرعان ما أُسدلت تلك الروح إلى هذا الصدر الحنون الذي عرفت بعد خطواتها الأولى أن اسمها : أم " فهدأت وبدأت تألف العالم من حولها ..! *إنها تنمو كبذرة صغيرة في صفحات ذلك الكتاب . وبمرور الرياح تنقلب صفحة تلو صفحة ، فيمضي يوم وشهر وسنة ، مرت فيها بلحظات الفرح وطفولة المرح وليال طِوال انجلى فيها الأنين واعتادت على الضجيج وأماكن كثيرة وذلك الهواء العليل , كبرت خلآلها تلك الروح وأصبحت شابّة ندية . * وفجأة ظهرت صفحة حمراء شذية ..حيث نمت تلك البذرة وأصبحت زهرة زكية ولُقِبَتْ تلك الروح بــ أم في عالمها ، إمتلأت بالحنان والمسؤولية في آن ..واحد . وبدأت تعليم روح أنجبتهآ ما تعلمته من أمها من أن رضا مولآك هدفك في هذه الحياة . * ومع استمرارنا في رواية قصة هذه الروح ، سيستمر تقلب صفحات كتابها واستمرت في المضي قُدُماً . ولكن كالعادة لن تسير الحياة على وتيرةٍ واحدة ، لقد أصيب جسد الروح بالمرض وستمضي بقية حياتها بتناول دوائها لأنها قد كبرت في السن ولم تعد قادرة على القيام بشؤونها دون مساعدة أحدهم . إنها الآن ببساطة جَدَةٌ ولديها أحفاد من أولئك الذين أنجبتهم . * كتاب حياتهآ الآن متوقف عند صفحةٍ مُهترِأه فقد قاربت تلك الزهرة على الذبول بعد أن تفرعت منها أزهار عديدة !! قدم ابناءها وأحفادها المساعدة ووقفوا معها .. وتذكرت حياتها السابقة متعجبة ، قائلة في نفسها : ولدت بين أهل يهتمون بي ، ثم بدأت بالإهتمام والاعتماد على نفسي ، فأنجبت أسرةً كالأسرة التي كُنتُ معها ، كنت أمها فأصبحت جدتها وصاروا يهتمون بي بدلاً منّي ومن أهلي ثم أتفاجأ بأن نهايتي ستكون مع الأسرة التي كونتها لا في الأسرة التي ولدت فيها . * وتأتي الرياح ثانية فتلعب بصفحات الكتاب وتتوقف على صفحة مبتلة ويبدو أنها الصفحة الأخيرة . لقد ماتت تلك الروح وبكى عليها من بكى وانتهت حياتها ، نعم انتهت حياتها الدنيوية ، لكن بداية النهاية حياتها الأخروية. ماتت لتعيش حياتها الأخرى وحدها فقط ، كانت أطول مرحلة من حياتها السابقة مرحلة اهتمامها بنفسها ، إذ سيظهر الآن ما قدمت لنفسها من خير وشر ولا نعلم هل ستكون نهايتها جنة الخلود أم نار السموم !! همسة : لقد انتهت قصة روح وهناك أرواح ولدت وأخرى مستمرة في حياتها فلتبدأ أرواحنا بالنمو وتزهر بزهور الخير وتصير لنفسها أُمَاَ حنون قبل أن لا ينفع مالٌ ولا بنون. ويقال لها :{ يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة(27) اِرْجِعِي إِلَى رَبّك رَاضِيَة مَرْضِيَّة(28) فادْخُلِيْ فِي عِبَادِي(29)وادْخُلِي جَنَتِي(30)}الفجر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بقلم أختكم / نَجْوَى الوَرَدْ }~ منقــــــــــــــــــــــــــــــــول