عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2014-01-17, 1:44 PM
غلا..
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية غلا..
رقم العضوية : 187063
تاريخ التسجيل : 25 - 10 - 2013
عدد المشاركات : 1,478

غير متواجد
 
افتراضي

تأمل قول الله تبارك وتعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (الداريات: 56) .
هذه هي الغاية من خلق الثقلين الإنس والجن، فلا بد للمسلم أن يجعل وقته كله عبادة،
وليس معنى ذلك أن يقطن المسلم في المسجد، أو يعكف على قراءة القرآن، لكن ساعة وساعة،

ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم حنظلة – أحد أصحابه – وقد إتهم نفسه بالنفاق لتغير حاله في بيته ومع أهله وولده عن حاله عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له صلى الله عليه وسلم: (يا حنظلة، لو بقيتم على الحال التي تكونون عليها عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة) .


فالواجب على المسلم أن ينظّم وقته، ويقسمه قسمة عادلة بين واجباته الدينية وأموره الدنيوية حتى لا يطغى بعضها على بعض،










إن لحظة المحاسبة للنفس لتعد من إرتقاء الإنسان بنفسه إلى الكمال،
وإن مسلماً يحاسب نفسه كل يوم لهو مسلم عاقل حازم كّيس.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ) (رواه البخاري) .










فمن صحّ بدنه وتفرغ من الأشغال العائقة، ولم يسع لصلاح آخراته فهو كالمغبون في البيع.








ولو تصفحنا القرآن الكريم والسنة المطهرة لبان لنا ندم المضيعين لأوقاتهم، قال تعالى:[ يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى*يقول ياليتني قدمت لحياتي] ،إنها حياة الآخرة قد سلبت وضيعت، وقال عليه الصلاة والسلام:" لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذاعمل فيه" رواه الترمذي وغيره عن أبي برزة.فهل ترى ياأخا الإسلام أنك بخير وعافية في يوم القيامة يوم أن تفحص الأعمال وتزلزل الأقدام، فلا نجاة هناك إلا لمن حفظ أوقاته. ومن هنا تعلم أن حاجتنا جميعا لحفظ الأوقات شديدة،





نستطيع حفظ أوقاتنا إذا قمنا بالآتي:

1) أن تعلم قيمة الوقت فهو العمر، وهو أغلى من كل نفيس في هذه الدنيا، ولهذا يقولون الوقت من ذهب)،

2) يجب عليك أن تعلم أن الله وزع الأعمال الصالحة على جميع أعضائك، فلله حق على عينيك، وسمعك ولسانك، وقلبك وعقلك، وجميع جوارحك.ف

3) استغل وقت الرخاء فإنه من أعظم العز والنصر لك في وقت الشدائد، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة "


4) مؤاثرة الآخرة على الدنيا، فلابد لمن أراد النجاة دنيا وأخرى أن يؤاثر أخراه على دنياه، والناس بعكس ذلك إلا من رحم الله، قال الله: [ بل تؤثرون الحياة الدنيا*والأخرة خير وأبقى ]، وقال تعالى: [ وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من ءامن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات ءامنون ]،

فمن أعظم توفيق الله للعبد أن يؤاثر الآخرة على الحياة الدنيا، وتكون المؤاثرة على الآتي:

أ) على النفس
ب) على البدن
ج) على الأقرباء
د) على الأصدقاء والزملاء والأخلاء.
ه) على المال. وما إلى ذلك.

5) احذر تأخير العمل الصالح بدون عذر شرعي ، فإن العجز والكسل داء عضال، فاجتنبهما، ولا تقل سوف أعمل في الغد أو بعد أيام.


6) لابد من ملازمة أصحاب الهمم العالية الذين لا يرضون بشيء من تضييع الأوقات، فإن لم يتيسر ذلك ففي القراءة في الكتب التي لفت حول استغلال الوقت وأحوال المستغلين له، ففي ذلك مايدفع المسلم إلى التقدم إلى الله ، والإقبال عليه.





جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


مقتطفات من
هنا و هناك
من كتاب:
تحذير البشر من أصول الشر
للشيخ:
أبي نصر محمد بن عبد الله الإمام

قال صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي )

قال حسن البصري : " يحق لمن يعلم أن الموت مورده ، وأن الساعة موعده ، وأن القيام بين يدي الله _ تعالى_ مشهده ، أن يطول حزنه"


جزى الله خير كل من أعان على نشرها

التعديل الأخير تم بواسطة غلا.. ; 2014-01-17 الساعة 1:51 PM.


توقيع غلا..



توت الشتاء