oO إنه يُكذبني Oo
--------------------------------------------------------------------------------
جاءتني متضايقة .. وبألم قالت : إنه يكذبني
فسألتها بهدوء : وهل أنت كاذبة ؟!
أجابتني باستغراب : ما هذا السؤال ! .. بالطبع لست كاذبة
فابتسمتُ وقلتُ : إذن لمَ الضيق والحزن ؟!
قالت : ألا تريدينني أن أحزن وهو يُكذّبني ، ويتهمني بما ليس فيّ
ويثير حولي الشبهات والظنون ؟!
فقلت لها : أكرر سؤالي ولكن بصيغة أخرى : هل أنت صادقة ؟!
فأجابتني : نعم .. لم أعتد الكذب ولله الحمد
قلت : الحمد لله .. من اجل هذا وجب عليك أن تكوني هادئة مطمئنة ،
فمن أولى بالأمن والطمأنينة : الصادق أم الكاذب ؟!
صمتت وهي تحثني على الحديث بنظراتها .. فاستجبت لندائها الخفي
وقلتُ : قد كُذِّب قبلك أشرف الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وهو الصادق الأمين ، فصبر واحتسب .. ولنا في رسول الله أسوة حسنة
قالت : صلى الله عليه وسلم .. بأبي أنت وأمي يا حبيبي يا رسول الله .
فتابعت : كوني فقط حذرة
أجابتني : حذرة !!! ممن أحذر ، ومماذا ؟!
لست خائفة .. فأنا على حق
قلتُ : لأنك لست خائفة ولأنك على حق يجب أن تكوني حذرة ..
فكثيرا ممن معهم الحق يندفعون للدفاع عن حقهم ، وقد يستغل
الطرف الآخر اندفاعهم هذا ليستدرجهم !
وربما وقعوا في زلة لسان أو قلم أساءت لهم من حيث لا يشعرون .
قالت : ربما ..
قلتُ : من كذّبك واقع الآن في صراع ، فصورتك قد تشوهت في
نظره ، وقد يتساءل : من هي فيهما ؟! وأي الصورتين أصدق ؟!
وعلى أي أساس سيعاملك بعد اليوم ؟!
لذا .. قد يشعر بالراحة لزلتك كي يثبت لنفسه وللآخرين صدق ظنونه ،
ويصرف عن كاهله تأنيب ضميره لسوء ظنه بك واتهامك بما ليس
فيك .. فقط كوني حذرة
قالت : لا أستطيع التفكير بشكل سليم ..
قلتُ : خذي الأمور بروية ، وتذكري أننا أحوج ما نكون للتفكير
بشكل سليم عندما نكون في مأزق أو تحت سطوة الشعور بالظلم
والتعدي ..
نظرت بأسى وقالت : لقد احترمته وأكن له مودة خالصة لوجه الله
تعالى .. فأشيري علي .. ماذا أفعل ؟!
غشيتُها بنظرة حب وحنان وقلت :
احتفظي له بتلك المودة وذاك الاحترام .. واعذريه لأنه ـ على ما أظن ـ
هو الآن على بصره وبصيرته غشاوة ، نسأل الله أن يجليها عنه .
اصبري واحتسبي ..
تجاهلي كل اتهاماته وكل تصرفاته المثيرة للغضب معك .. والتزمي
الصمت ولا تدعي الصدمة تتمكن منك ، وتنسيك سبب وجودك هنا ..
وأهدافك النبيلة التي جئت من أجل تحقيقها ..
وتأكدي أنه ذات يوم سيدرك خطأه ، ويندم .. وربما جاءك معتذرا .
قالت : هو ذاك .. وأخذت تردد :
"" حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ""
قلم متأمل