..: لَحظة :..
--------------------------------------------------------------------------------
وحدي أجوب المدينة بحثا عن كسرة خبز .. جائعة أنا
أطرق أبوابها .. لا أحد يُجيب !
ما بال سكان هذه المدينة يُغلِّقون أبوابهم في وجه كل غريب ؟
أمضي إلى لا شيء ، فأنا بلا مأوى ولا سكن
أمضي .. وظلام الليل من حولي يُخبرني بأن الدرب طويل !
هدوء ، وقمر ، ونجمات ناعسات الطرف يُغرين بالسهر .. فأشتاق إليك
ألمح كرسيا خشبيا مهترئا ، فآوي إليه ، أضم بعضي إلى بعضي علّني أشعر بالدفء
أستسلم لسبات عميق .. منهكة أنا
أرأيتم كيف أن أمثالنا الشعبية لا تصدق دوما ؟!
كنتُ أسمعهم يقولون : الجائع لا ينام !
/
زخات مطر تتهادى على وجهي فتوقظني .. طالما أحببت المطر !
بعينين ذابلتين أحدق : أين أنا ؟ أدرك أنني في العراء .. فأخاف !
هل جربت الخوف يوما يا سيدي ؟
هل جرّبت أن تجتمع عليك المهالك : وحدة وجوع وخوف وبرد ؟
هل جربت أن تعيش العمر لحظة ضياع .. انكسار .. حرمان ؟
هل جربت ؟!
/
زخات المطر تتوالى ، وها هي تغسلني ، هل بقي من درني شيء ؟!
يزداد هطوله لكنني لن أفكر في الاختباء ، فالأشجار هنا بلا أغصان ولا أوراق !
أذرف الدموع .. لطالما رأيت أمي تستقبل الغيث بالدموع والدعاء
فأرفع كفي إلى السماء : حبّ ، و أمن ، وكسرة خبز ، و شعاع دفء ..
هذه يا ربّ كل أحلامي !
.
قلم متأمل