الموضوع: ترنيمة الوداع
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-03-08, 12:49 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي ترنيمة الوداع
ترنيمة الوداع


اليوم يمر تاريخ وداع أخى ( أبو حبيبة ) ... محمد .. رحمه الله



و كان قد أوصانى أن أخلفه خيرا فى بناته
( حبيبة و مريم )

و لكن حالت الحوائل بنوعيها

ما توقعته و ما لم أتوقعه

و قد بلغت الصغرى العشر تقريبا

و تبدلت القلوب , فمنعنا منها من حسبناه أخوف عليها منا


و حسبنا الله و نعم الوكيل

و قد كان الحبيب من القلائل الحريصين على العقيدة قبل الشهادة , فلا يلقى بنفسه فى محرقة بلا وعى


و قد لقيته قبل وفاته بأربعين يوما تقريبا

و بات معى ليلته فى مستشفى ما

و كان يحلم ..... لو عاد

أن يكمل رحلته فى نشر حقيقة التوحيد

و أن يفعل شيئا عظيما بليغا لإحياء الملة الحنيفية و السنة النبوية صلى الله على صاحبها و سلم



و وفاء لبعض ما تعاهدنا عليه أقص بدمى قصة شعرية

هى آخر مكالمة بين زوجين حبيبين ... آخر رسالة من حبيب مفارق :





...


فتح باب للقدس , و لم يتردد الزوج الصادق , بل هاتف
زوجته

..... هو أصلا بعيد , مغترب فى سبيل الله


و التواصل بينهما عبر الوسائل الحديثة

كالرسائل القصيرة و المؤتمرات التكنولوجية


و اليوم يهاتفها ليقول

سأكون أبعد .... لن أعود للوداع ...


لا وقت

و لا يصح ...

تخيل عينيها فى المكالمة الأخيرة

قبل أن يخرج بنفسه للقدس ظانا ألا يعود ...


... هى أول مرة أقرض من بحر الوافر ...

و لم أر نفسى مطبوعا عليه

و لا أراه منسابا فى دمى



........ لكنها من قلبى على تفككها










أقام الحب بينهما جسورا
و خط حكاية وطوى قفارا

على بعد المسافة قد تلاقت
عيون حبيبة عبرت بحارا

بعين محبها و كوت جراحا
فصار لقاؤها ألما و نارا

تذيب رفيقة قرأت مصيرا
فبات صبيب أدمعها حوارا

قبيل سلامها صبرا احتسابا
و بعد وداعها بكيا سرارا



الحبيب :


بروض الحب أينعت الأقاحى
و مونق نرجس عبقا مثارا

إذا ما الحب أينع فى الحلال
يفيض الود يا قمرى ثمارا

ملأنا الأرض ماشية تسمى
حماة حما و ما حفظوا ذمارا

يغار لتلكم النكبات حرّ
يسيل الدمع منصهرا مرارا

و ما خير البقاء وقد أهنا
أنشرب ما تنجس كالسكارى !

كفى بعراقنا ألما مرارا
وكل ديارنا شربت كدارا

تركنا أرضهم و حياة بؤس
فمن عشق العلا هجر الديارا

وأعطينا البيوت لراغبيها
مفتحة الخزائن و الجرارا

جفاء العلم أوردنا كلاها
وبات حكيم أمتنا حمارا

فأنزلنا بأسفل سافلينا
وصار لهيب رايتنا غبارا

أيكتب بالدماء بنو قرود
و يُعبث بالأثير هنا دمارا

و تخرج عاهرات بنى فضاء
لترقص بيننا خلعت إزارا

دعينى أنزع الحكم الهجينة
لأصنع بالدماء لنا نهارا



الحبيبة :




تسائلك الدموع بلا اعتراض
أبعدك خلتها كشفت خمارا !

أتتركنى أدافع ليل شوق
وأحسب كم مضت سحبا كدارا

ألن تأخذ بناصيتى محبا
لنرفع سنة و نضىء دارا


ألن تتشابك الدمعات ليلا
تغرد حين نبتهل انكسارا




الحبيب :




علمتك خير نساء قومى
وضوء هداية كشف المسارا

كفانى أن رأيتك قبل موتى
لأشهد أن شهدك لا يبارى

فإن كتب البقاء سجدت شكرا
وإن رزق الشهادة نلت ثارا

أنا ما اخترت أسوأ أمنياتك
و فى الدرجات ألبسك السوارا

فإن صعدت إلى الدرجات روحى
فما فنى الحبيب و لا خسارا

فسوف أقيم بالزهرات قصرا
وأوقد شمعه الذهب انتظارا

ملائكة لزيجتنا تزف
وأهل كرامة سكنوا جوارا

ولست أنا بآخر من يضحى
فتحت لوائنا دفقت غزارا

فكفى الدمع يا بتلات قلبى
ينافس رمشك الورقات نارا

تطاعننى الحروف بها حرارا
فتلقمنى جوارحها جمارا



.

.



علت حسناء يمامة خجلى
أما دريت رسائلك القصارا

بأن حبيبة البطل المفدى
تشاطره الأمانة و الفخارا

أوافق أن أعيش لذى المعانى
فوعد كتابنا قدر أشارا

وطير جنانه الخضرات حق
تحلق فى مخيلتي منارا

تضاحكك الشفاه برقة لا
تفارق قلبيا و كذا العذارى




الحبيب :



إذا ترضين بالحسنات أجرا
ويوم تقسم النفحات دارا

أداعب يومها خصلات شعرك
و قد نثرت على فنن نضارا

فإن طالت بك الطرقات يوما
فأسوتك الرسول قضى اصطبارا

لنا سرر مذهبة و نور
فما كتبت صحائفنا سكارى

لنا الأنهار تقطر سلسبيلا
ونغسل بالزلال غدا مرارا




الحبيبة :



وداعا ساكن الخلجات نورا
سأحفظ موثقى و أصن قرارا




الحبيب :



عشقتك قبل أن أزن القوافى
فزاد لقاؤنا أدبى بحارا

لقاء غرامنا سيصير ذكرا
فزوجك قد أحال دماه نارا

د اسلام المازني