لا إله إلا الله!
ينقطع العمل بالموت، تُطْوَى صحائفُه بالموت الذي كان يسطر فيها أعماله
في الدنيا، إذا نزل به الموت طويت صحائفه على ما فيها.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له
أما الصلاة فقد انتهى وقتها بالموت..الصيام انتهى وقته بالموت..
الحج انتهى وقته بالموت..
إلى غير ذلك من الأعمال التي كان يقدر عليها يوم أن كان حياً معافىً
أما إذا مات فإنه ينقطع عمله
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران:185].
قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً * أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ [النساء:77-78]
لا بد من الموت! لا إله إلا الله!
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ [النساء:78]
الموت الذي كتبه الله على جميع مخلوقاته:
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ [الرحمن:26-27].
أخـواتى الحبيبات
فى كل يوم لنا ميت نشيعه ..وها هى قصص الموت تقرؤنها كل يوم
وتسمعونها كل يوم فلاناً مات فلانة ماتت
استعدوا للموت، فإنه تبدُّلٌ من حال إلى حال، وانتقالٌ من دار إلى دار.
فالموت هو المصيبة العظمى، والرزية الكبرى،
وأعظم منه الغفلة عنه
والإعراض عن ذكره، وقلة التفَكُّر فيه، وترك العمل.
إنه الموت، إنه الموت يأتي على غِرَّة وبدون إنذار،
أما أخذ الآباء والأجداد؟!
أما أخذ الشباب والأولاد؟!
أما ملأ القبور واللحود؟! أما أرمل النساء، وأيتم الأطفال؟!
إلى متى هذه الغفلة وقد علمتم المصير؟! قال ربنا جل جلاله:
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19].
اعلموا علم اليقين أنه لا بد من السفر من هذه الدار،
ومن شك في ذلك فليتذكر من سبقه من الأولين والآخرين.
قفى على قبر فلان بن فلان الذي كان يأكل معك ويشرب،
ويبيع ويشتري ويعمل، أين هو الآن؟
صُفَّت عليه اللبنات، وحُثِي عليه التراب، وتُرِك في قبره وحيداً فريداًَ
كأنني بين تلك الأهل منطرحاً على الفراش وأيديهم تقلبني
وقد أتوا بطبيبٍ كي يعالجني ولم أرَ الطب هذا اليوم ينفعني
وغمضوني وراح الكل وانصرفوا بعد الإياس وجدُّوا في شرا الكفني
وقام من كان أولى الناس في عجلٍ إلى المغسِّل يأتيني يغسلني
لا إله إلا الله!
إنها الحالة التي سوف تمر بنا جميعاً
فتذكرى إذا وُضِعْتى على المغسَّل،
وشُقَّ الثوب ليغسلوك، ويجردوك من ملابس الدنيا التي كنت تتعبى فيها.
وقدموني إلى المحراب وانصرفوا خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا عليّ صلاة لا ركوع لها ولا سجود لعل الله يرحمني
ثم بعد ذلك أين المستقر؟! إلى أن يقوم الناس لرب العالمين.
أين المثوى؟! لا إله إلا الله! أين النُّقْلة؟
!إلى عالم القبور، إلى بيت الوحدة، إلى بيت الغربة،
إلى بيت الوحشة، إلى بيت الدود، إلاَّ من وسعه الله عليه،
من ينزل معه؟! من يسكن معه في ذلك القبر الضيق
يتبعه في قبره عمله كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يتبع الميت ثلاثة؛ يرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع الأهل والمال، ويبقى العمل
في ظلمة القبر لا أمٌ هناك ولا أبٌ شفيقٌ ولا أخ يؤنسني
إخواني .. أخواتي ..
كلنا سنموت .. و الله كلنا سنموت ..
و الله كلنا سندخل القبر .. و الله كلنا سنُسئل .. و الله كلنا سنُحاسب ..
ستسئلى أختي لماذا كنت تشاهدى الافلام ؟..
لماذا كنت تنظر إلى الحرام ؟
.. لماذا لم تتخيرى ميتةً كريمة؟.. لماذا سرقتكِ الدنيا و إلهتك عن القرب من سيدك و مولاك؟..
ألستَى تعشقين الجنة ؟..
ألستَى تحبين الفوز بالرضوان ؟..
ألستِى تريدين صحبة أمهات المؤمنين ؟..
إذا لماذا نموت علي غير الخير ؟.. دعونا نعاهد الله الآن ..
دعونا نعاهد الله الآن
ان نعيش ساعاتنا القادمة علي ما يُرضي الملك سبحانه و تعالى..

دعونا نعمل فيما تبقي من أعمالنا و نسعي كي نصل إلى الجنة