فجأة إنطفأ نور عيني وتوقفت دقات قلبي
وإذا بملاك الموت يطبق على روحي
أطفئت شمعات عمري.. وانتهى يومي وشهري
قد رحلت بلا اياب.. نحو اكفاني وقبري
وبكت امي عليا.. ونعانى صوت دهرى
تحت ترب الأرض بت..اشتكي من ثقل وزري
اه من دنيايا لما البستنى ثوب غدرى
اه من دنيايا لما اشربتني كأس غدري
عشت فيها فى سرور دون هم دون كدر
اكتم الأثام جهراآاملا فى طول عمرى
فجأة ألفيت نفسي والأخيرة وسط صدرى
زفرة تعني رحيلي زفرة في القلب تجري
زفرة في القلب تجري
والأخيرة كبلتنى ذكرتنى كل امرى
والأخيرة ذكرتني خير أعمالي وشري
ليتني مِتُ مطيعا ليتني نورت قبري ليتني مثل رسولي مِتُ فى عز وفخر
وهنا إستيقظت..وهي تقول لي
ماذا بكِ لماذا تصرخين وأنتى نائمة ؟
صحوت من نومي وكأني..
صحوت من الموت نطقت من فوري بالشهادتين
استغفرت ربي
حضر عقلي الشارد وفقت من سكرتي .
يا أسفى على عمري الضائع، يا حسرتي على أيام اللهو والطرب،
يا ندامتي على تفريطي في فروضي وواجباتي..
كم كنت غافلة.. ضائعة..لاهية مفرطة..أتقلب من معصية لأخرى
ومن تفريط لتفريط. قد أغواني الشيطان وأغرتني الدنيا بشهواتها
وملذاتها..وخانتني نفسي الأمارة بالسوء.
كم سهرت الليالي .. وتابعت الأيام..في عصيان الملك العظيم المنان..

ولكن لم يمنعني ولم يحرمني من نعمه طرفة عين!!
بل لازال يغدق ويفيض عليّ بالنعم.
ويسترني ويحفظني من النقم.
ماذا قدمت لنفسي؟!
هل لدي أعمالاً تنقذني من عذاب الله ؟!
هل أعمالي تؤهلني للوقوف بين يدي الملك الجبار للعرض والحساب؟!
هل لدي إيمان ينجيني ويقيني فتنه الموت وعذاب القبر؟!
ألم يقل الله تعالى في كتابه العزيز: [وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)]النجم.
فمهما عشت فلابد لي من نهاية
لأسأل عن كل دقيقة وثانية،وعن كل صغيرة وكبيرة،
عملتها في هذه الحياة الدنيئة، فهل أعددت للسؤال جوابا؟
قال تعالى
[إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)] الإسراء.
