من فنون الدعوة : " حريصٌ عليكم "
إنه رسول الله ، الذي يحمل الهمَّ الكبير ، والحمل الثقيل ، نعم ، إنه يفكر في حال الأمة ، ويسعى لإنقاذها ، ويعمل كل ما فيه صلاحها ..
وما أجمل الثناء الرباني لرسوله - صلى الله عليه وسلم - " حريصٌ عليكم " إنه وصفٌ دقيق لمعنى كبير ، يحمل بين طياته أروع صور التضحية ، وأعلى صفات المجد والرقي .
والذي يقلب صفحات التاريخ وينظر في بطون الأوراق ، يجد حقيقة الحرص النبوي على الأمة ، والقصص تطول والأخبار لا تنتهي في بيان حرصه صلى عليه وسلم .
ولكن لي عتبٌ على كل من سار في قافلة الدعاة لمَ لا نرى هذا الحرص عندهم في دعوة الناس وتوجيههم والتضحية من أجلهم ؟
إننا قد نجد بعض الدعاة الذين يقومون ببعض البرامج والأنشطة ولكنهم يفتقرون إلى هذه الصفة " حريصٌ عليكم" ..
قد نسمع عن مشاركات داعية ، ولكننا نتفاجأ بتوقف هذه المشاركات ، فلمَ يا ترى هذا التوقف ؟ وأين الحرص ؟
وبعض المساجد تكون فيها برامج ، ولكن ما هي إلا أيام ، وإذا بالفتور ينزل بساحة القائمين ، لكي يتم الإعلان عن توقف هذه البرامج ؟
وهذا أحد الدعاة يبدأ في إلقاء الكلمات ، ولكن الكسل ينزل ضيفاً عليه أياماً بل شهوراً والله المستعان .
وهذا وذاك ، يدخلون " قافلة الدعوة " ولكنهم لم يدخلوا ضمن " حريصٌ عليكم " فإذا بهم يكسلون ، ويقفون ، والضحية هي " الدعوة ".
إننا نحتاج دوماً وأبداً إلى إيقاظ الهمة وتعاهدها وسقيها ليدوم العمل ، وتستمر القافلة في المسير .
ومضة : لتعلم أن في الحياة تحديات ولكن أين من يتحداها ؟
محبكم في الله / سلطان بن عبد الله العمري