عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2008-02-27, 6:19 PM
فجر النسيم
رقم العضوية : 40164
تاريخ التسجيل : 14 - 11 - 2007
عدد المشاركات : 22

غير متواجد
 
افتراضي

وما أكثر ماتري حولك ممن لا ينفك لسانهم عن اللعن حيثما كانوا .. يقول نبيك صلى الله عليه وسلم : ليس المؤمن بطعان , ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء " رواه الترميذي .





إذ كلما ازداد الإيمان في القلب .. ظهر تأثيره على الجوارح والأخلاق سماحة وحلما يباعد بينه وبين الغضب واللعن ...





أيتها المؤمنة :





قد تتعرض كل منا لكثير من المواقف التي تستفز أعصابها .. أو تستهدف إغضابها .. غير أن المؤمنة تترفع عن هذا بما هو أكثر إرضاء لربها الذي تتعامل معه حيث كانت .. فتكظم غيظها .. وتبلع غضبها .. فكوني أيتها المؤمنة وقاّفة عند حدود الله , فإنه يأمر فيقول جل في علاه : " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين "



ويقول سبحانه مرغبا في العفو وكظم الغيض : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين "




واجعلي غايتك من ذلك رضا ربك تبارك وتعالى .. كما أنبأنا الصادق حيث يقول :" من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه , دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء "





وقد يشتد الجدل .. ويطول المراء .. فالزمي أمر نبيك صلى الله عليه وسلم لعلك تنالين من موعده حيث يقول :" أنا زعيم ببيت في الجنة لمن ترك المراء وهو محق "





أختي الحبيبة :





لكل مؤمنة جيران .. فالحذر الحذر أيتها المؤمنة أن يقع منك ما يؤذي جيرانك .. سواء بالكلمة أو بالنظرة أو باللفتة أو بما قد يبدر من أولادك تجاه جيرانك .. وإياك أن يصدر عنك أو بيتك ما يسيء إليهم مهما كانت الأسباب .. فإن نبيك صلى الله عليه وسلم يقول : " والله لا يؤمن , والله لا يؤمن , والله لا يؤمن , " قيل : من يا رسول الله ؟! قال : " من لايؤمن جاره بوائقه "





واعلمي أن : لسانك هذا إما مفتاح للحسنات أو مفتاح للسيئات .. سبب لزيادة الإيمان أو ضعفه . ولهذا دلّك نبيك صلى الله عليه وسلم على أقوم طريق يوصلك إلى الجنة فقال :" من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت " فمن كان لديه إيمان في قلبه بالله واليوم الآخر الذي يحاسب فيه فلا يقل إلا خيرا .. وأما من كان لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر فإنه يقول ماشاء .. فمن أي الفريقين أنت ؟!




واحذري أن تكوني مثل هذه المرأة التي قال عنها نبينا صلى الله عليه وسلم :" هي في النار " فيما رواه أحمد :" أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أن فلانة .. يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها .. فقال صلى الله عليه وسلم :" هي في النار " .. يا للكارثة .. يا للهول .. كثرة صلاة وصيام وصدقة ولكنها إلى النار .. نعم , أليس يقول ربك :" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " أليس يقول نبيك صلى الله عليه وسلم :" من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له " فلا عجب إذا ..





أيتها المؤمنة :





ومن الناس من يأتي يوم القيامة مفلسا بعد أن كان من قبل في الدنيا من أهل الغنى واليسار .. لا يأخذ العجب .. وتعالي نستمع إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حيث يسأل : " أتدرون من المفلس ؟" قالوا : المفلس من لا درهم له ولا متاع .. فقال " المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام , ويأتي وقد شتم هذا , وقذف هذا , وأكل مال هذا , وسفك دم هذا , وضرب هذا , فيعطى هذا من حسناته , وهذا من حسناته , فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم , فطرحت عليه عليه فطرح في النار "





يالها أيتها المؤمنة من نهاية مؤسفة حزينة .. أفترضينها لنفسك ؟ لا أظن أنك توافقين أن تقابلي ربك وأنت مفلسة من الحسنات ..

.
.
يتبع