عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2013-11-14, 8:29 AM
سمــا
عضو مشارك
رقم العضوية : 172430
تاريخ التسجيل : 24 - 5 - 2012
عدد المشاركات : 161

غير متواجد
 
Lightbulb الوحدة والسعادة نقيضان، يجمعهما نبع واحد: مصنعنا الداخلي!
بسم الله الرحمن الرحيم

يعاني أكثرُنا وحدةً من نوعٍ ما، يعيشُها داخلَه بكلِّ ما فيها من فراغٍ وألم.
العازبون يعيشونها، والمتزوجون بالمثل أحياناً.

وهذا ما يجعلني أتساءل: ما دورُ الشريكِ إذاً؟!

اعتقدت دائمًا أن وجودَ شخصٍ في حياتنا يقضي على الفراغ الذي نعيشه...

وافترضت أن الشريكَ هو خصمُ الوِحدة، نِدّان لا يجتمعان.

لكني كنت مخطئاً!
فكثيرًا ما يكون الشريكُ هو سببُ وحدتِنا، وهذا ما يجعلُ فراغَنا أكثرَ وألمَنا أكبر.

أحياناً السبب
هو خطأ الاختيار منذ البداية.

فنكتشف بعد حينٍ أننا ذهبنا إلى الوحدة بأقدامنا!

كثيرًا ما رأيت زوجًا وزوجةً، يعيشُ كل منهما عالمًا منفصلاً عن الآخر،
لا يجمعهما سوى سقف وأبناء!

وكثيرًا ما رأيت الوضع ذاته ينطبق على محبين لم يتزوجا بعد،
لكنهما لا يريان حجم الوحدة، التي سيسببها أحدهما للآخر في الأيام المقبلة،

لأن الوحدة لا تكشف عن نفسها إلا لاحقاً،
لأنها تناور... وتتخفى وتتنكر...
وفي النهاية تعلن عن نفسها بكل وقاحة!

قد لا يكون الآخرُ هو سببُ وحدتِنا دائمًا،
ولا هي مسألة اختيار خاطئ،
بل هو نحن، داخلنا نحن.

عندما يعجز هذا الداخل عن جعل حياتنا أكثر إثارة،

كثيرًا ما كنت أقول إن الوحدةَ شديدة...
الشبه بالسعادة... هما نقيضان، لكن يجمعهما شيء واحد،

إنهما من نبعٍ واحد: مصنعنا الداخلي.

من ينتظر السعادةَ من الآخرين؛ فلن يحصل عليها،

وبالمثل...
من ينتظر من الآخر أن يُبعِد عنه شبحَ الوحدةِ فسيطول انتظاره.

ما ننتظره من الناس، يجب أن نصنعه داخلنا.

السعادة نصنعها داخلنا، والاستقلالية والإثارة والنجاح...
كله نصنعه داخلنا.

إنها الضمان الوحيد لاستمرار سعادتِنا
وانتصارِنا على الوحدة، بوجود أحد، أو باختفائه.

الكاتب: هاني النقشبندي.

:)


توقيع سمــا
لا إله إلا الله