عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2007-09-17, 2:02 AM
الدكتور فهد بن سعود العصيمي
المشرف العام على الموقع
الصورة الرمزية الدكتور فهد بن سعود العصيمي
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 2 - 8 - 2004
عدد المشاركات : 9,376

غير متواجد
 
افتراضي تابع: الرؤى في القرآن (مشاركة من الزوار)




فحرم هذا في هذه الملة وجعل السجود مختصاً بجناب الرب سبحانه وتعالى . فقال تعالى : ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا) .

الرؤيا الثالثة : رؤيا صاحبي السجن:
ذكرت تفاصيلها في سورة يوسف آية ( 36 )إلى )41) قال تعالى : ( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ).
سجن يوسف بالتهمة الملفقة له ، فدخل معه السجن فتيان كان أحدهما ساقي الملك والآخر خبازه ، فأحباه حباً شديداً لما رأيا منه واشتهر به في السجن من الجود والأمانة والصدق ، وحسن السمت وكثرة العبادة ومعرفة التعبير والإحسان إلى أهل السجن وعيادة مرضاهم ، رأى كل منهما مناماً ـ وقيل مار أيا شيئاً إنما كان تحالماً ليجربا عليه ـ
وكانت رؤيا الساقي : أنه يعصر خمراً أي عنباً .
وقال الخباز : إنه يحمل فوق رأسه خبزاً تأكل الطير منه .
فرتأى يوسف تقديم دعوة التوحيد والإيمان بالله الواحد القهار على تعبير رؤياهما لما في ذلك من التقديم من الأهمية العظمى ، فأقبل عليهما يخاطبهما ويشغل تفكيرهما بالله الذي ذل كل شئ لعز جلاله وعظمة سلطانه وإنه خير مما يعبدونه من آلهة سموها هم من أنفسهم وإن الدين الذي يحبه الله هو ما أدعوكم إليه من توحيد الله واخلاص العمل له فهو الدين المستقيم ، ولما فرغ من الدعوة واطمأن أنه بلغها شرع في تعبير رؤياهما من غير تكرار سؤال،
فقال للساقي : تمكث في السجن ثلاثة أيام ثم تخرج فتسقي الملك خمراً .
وفسر للخباز رؤياه : أنه سيصلب وتأكل الطير من رأسه .
وقيل إنه لم يعين لكل منهما تفسير منامه وقد أبهمهما بقوله أما أحدكما لئلا يحزن الخباز . عندها قالا : ما رأينا شيئاً فقال : ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) وحاصله إن من تحلم بالباطل وفسره يلزم تأويله والله أعلم .
وفي الحديث الصحيح ( الرؤيا على رجل طائر مالم تعبر فإذا عبرت وقعت ) ( الرؤيا لأول عابر) .

الرؤيا الرابعة : رؤيا ملك مصر:

تضمنتها سورة يوسف آيه (43) وأتى تعبيرها في الآيات 47ـ48ـ49. قال تعالى : ( وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ) . هذه رؤيا ملك مصر كانت سبباً لخروج يوسف من السجن معززاً مكرماً وسبباً لإنقاذ أهل مصر من المجاعة .
فرأى الملك هذه الرؤيا فهالته وتعجب من أمرها وما يكون تفسيرها فجمع الكهنة وكبار دولته وأمراءه فقص عليهم ، فلم يعرفوا تأويلها واعتذروا إليه بأنها أخلاط أحلام وحتى لو كانت رؤيا صحيحة لما كان لنا معرفة بتأويلها ،
تذكر الفتى الذي وصـاه يوسف أن يذكره عند الملك فقال لهم بعد نسيان أمر يوسف ابعثوني ليوسف في السجن ، فجاء وذكر المنام .
فعبرها يوسف من غير تعنيف للفتى على ما وصاه به ، ومن غير اشتراط للخروج قبل ذلك ، بل قال :
يأتيكم الخصب والمطر سبع سنين متواليات ففسر البقر بالسنين لأنها تثير الأرض التي تستغل منها الثمرات والزروع وهن السنبلات الخضر ، ثم أرشدهم إلى ما يعتدونه في تلك السنين فمهما استغللتم في سنين الخصب السبع ادخروه في سنبله ليكون أبقى له ، وأبعد عن إسراع الفساد إليه إلا المقدار الذي تأكلونه وليكن قليلاً قليلاً ، لا تسرفوا فيه لتنتفعوا في السبع السنين الشداد وهن سنين المحل التي تعقب هذه السبع المتواليات وهن البقرات العجاف اللاتي تأكل السمان لأن سني الجدب يؤكل فيها ما جمعوه في سني الخصب وهن السنبلات اليابسات ، وأخبرهم أنهن لا ينبتن شيئاً وما بذروه فلا يرجعون منه إلى شئ.
ثم بشرهم بعد الجدب العام المتوالي بأنه يعقبهم عام يمطر الناس فيه وتغل البلاد ويعصرون ما كانوا يعصرون على عادتهم من زيت وسكر وحلب للبن .
وبقي هذا التعبير قرآناً يتلى في قوله تعالى ( قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون (47) ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون (48) ثم يأتي من بعد ذلك عام يغاث فيه الناس وفيه يعصرون (49 ).

الرؤيا الخامسة : رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الفتح آية (27 ):

قال تعالى: ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون علم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً ).
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت ، أخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة ، فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام ، فلما وقع ما وقع من قضية الصلح ، ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل ، وقع في نفس بعض الصحابة رضي الله عنهم شئ حتى ( سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك فقال له فيما قال :
أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال عليه الصلاة والسلام : بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا ؟ قال : لا . قال النبي صلى الله عليه وسلم : فأنك آتيه ومطوف به ) .
وفي الآية دلالة على إن دخولهم مكة وطوافهم بالبيت سيكون بعد عام الصلح من عدة أمور: سيكونون آمنين حال دخولهم ، ومحلقين رؤوسهم ومقصرين ونفى عنهم الخوف حال استقرارهم في البلد لا يخافون من أحد ، وهذا كان في عمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبع ، ولم يكن سيتوفر لهم تلك الصفات في الحال الأولى إنما حصل في ثاني الحال.


يتبع







[line]


يمكن الاستفادة من المقالة بشرط : الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..
التعديل الأخير تم بواسطة الزاهرة ; 2008-02-25 الساعة 9:22 AM.


توقيع الدكتور فهد بن سعود العصيمي


والله أعلم، وليُعلم أن التعبير بالظن ، والظن يخطىء ويصيب.

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
علم التعبير صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده،ويثاب المرء على تعلمه وتعليمه.


الصفحة الرسمية على تويتر: د. فهد العصيمي @FahadALOsimy