عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2007-09-17, 2:02 AM
الدكتور فهد بن سعود العصيمي
المشرف العام على الموقع
الصورة الرمزية الدكتور فهد بن سعود العصيمي
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 2 - 8 - 2004
عدد المشاركات : 9,376

غير متواجد
 
افتراضي تابع: الرؤى في القرآن (مشاركة من الزوار)





وحتى لا تختلط أضغاث الأحلام بالرؤيا الصادقة ذكر العلماء علامات للرؤيا الصادقة تعرف بها وتدل عليها قالوا :-
أن من علامات الرؤيا الصادقة : سرعة انتباه الرائي عندما يدرك الرؤيا كأنه يعاجل الرجوع إلى الحس باليقظة ، ولو كان مستغرقاً في نومه لثقل ما ألقي عليه من ذلك الإدراك ومنها ثبوت ذلك الإدراك ودوامه بانطباع تلك الرؤيا بتأصيلها في حفظه .
أما ما ورد في القرآن من الرؤى فهي : رؤيا إبراهيم عليه السلام ، رؤيا يوسف ، رؤيا صاحبي السجن ، رؤيا ملك مصر، رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم .

أولها تاريخاً :

رؤيا إبراهيم عليه الصلاة والسلام :
وردت تفاصيلها في سورة الصافات من آية 101 إلى 107 ، قال تعالى : (( فبشرناه بغلام حليم . فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين .فلما اسلما وتله للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إن هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم. ))
في هذه الآيات تسلسل قصة الذبح ذكر البشارة بغلام حليم ثم ذكر المنام واستسلام إبراهيم وإسماعيل لأمر الله ثم الفداء، يخبر تعالى إنه بعد أن نصر خليله إبراهيم على قومه ، وآيس منهم ومن إيمانهم بعد ما شاهدو من الآيات العظيمة ، هاجر من بين أظهرهم ، وسأل الله أن يرزقه أولاداً مطيعين يكونون عوضاً عن قومه وعشيرته الذين فارقهم ، فبشره الله بأول ولد وهو إسماعيل عليه السلام فذهب به وبأمه إلى مكة ، وكانت له عنده معزة ما ليس لمن بعده من الأولاد فلما كبر وترعرع وصار يذهب مع أبيه و يطيق ما يفعله أبوه من السعي والعمل ، أمره الله بذبحه ، فكان ذلك أبلغ في الابتلاء والاختبار . فأعلم إبراهيم ابنه بذلك ليكون أهون عليـه ، وليختبر صبره وجلده وعزمه في صغره على طاعة الله تعالى وطاعة أبيه ، فكان جوابه الاستسلام للأمر وقال : امض لما أمرك الله من ذبحي وسأصبر وأحتسب ذلك عند الله عز وجل وصدق عليه السلام فيما وعد كما قال تعالى : ( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً) فاستسلم الأب والابن وانقادا ، إبراهيم امتثل أمر الله تعالى ، وإسماعيل طاعة لله ولأبيه .
فلما صرعه على وجهه وأكبه على وجهه ليذبحه من قفاه ولا يشاهد وجهه عند ذبحه ليكون أهون عليه ، وكان على إسماعيل قميص أبيض فقال : يا أبت ، إنه ليس لي ثوب غيره ، فاخلعه حتى تكفنني فيه ، فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه : ( أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ) وقد حصل المقصود من رؤياك بإضجاعك ولدك للذبح ،فالتفت إبراهيم فإذا بكبش أبيض أقرن أعين ، فأرسل ابنه وأخذ الكبش إلى المنحر في منى فذبحه ، فصار فعله سنة قائمة بتقديم الأضحية والقرابين يوم النحر.
وقال ابن عباس : فوالذي نفس ابن عباس بيده لقد كان أول الإسلام وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة حتى وحش يعنى يبس . كما استدل بهذه الآية والقصة جماعة من علماء الأصول على صحة النسخ قبل التمكن من الفعل ، فشرع الله لإبراهيم ذبح ولده ثم نسخه عنه وصرفه إلى الفداء ،
وإنما كان المقصود من شرعه
أولاً : إثابة الخليل على الصبر على ذبح ولده ، وعزمه على ذلك فكان اختباراً واضحاً جلياً حيث سارع للتنفيذ مستسلماً لأمر الله منقاداً لطاعته .
الرؤيا الثانية في القرآن من حيث التسلسل التاريخي:
هي رؤيا يوسف عليه السلام : وردت تفاصيلها في الآية (4)(5) من سورة يوسف : قال تعالى : ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين (4) قال يابني لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين (5) ) . أخبر يوسف أباه يعقوب ـ وذكر عليه الصلاة والسلام نسب يوسف بقوله: الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ـ وعبر يعقوب الرؤيا بأن الأحد عشر كوكباً هم أخوة يوسف وأولها إلى خضوع أخوته له وتعظيمهم إياه تعظيماً زائداً بحيث يخرون له ساجدين إجلالاً واحتراماً لا إكراماً ، ـ وتكلم المفسرون على تعبير هذا المنام أن الأحد عشر كوكباً عبارة عن أخوته وكانوا أحد عشر رجلاً سواه ، والشمس والقمر أمه وأبوه ـ فخشى يعقوب عليه السلام أن ُيحدث بهذا المنام أحداً من أخوته فيحسدونه على ذلك فيبغون له الغوائل حسداً منهم له و يحتالوا له حيلة يردونه فيها ،
ولهذا ثبت في السنة ( إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر وليتفل عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من شرها ولا يحدث بها أحد فإنها لن تضره ).
ويؤخذ من هذا الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر ، كما ورد في الحديث الصحيح ( استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها ، فإن كل ذي نعمة محسود).
وقد وقع تفسير هذه الرؤيا بعد زمن طويل من رؤيا يوسف لها،و أختلف فيه فقيل : بعد ثمان عشر سنه ،وقيل بعد أربعون سنة ، وقيل بعد ثمانون سنة والحدث موثق في القرآن بصورته وذلك : حين رفع أبويه على العرش وهو سريره واخوته بين يديه ساجدين له ، وكان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له ولم يزل ذلك جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليهم السلام

يتبع









[line]


يمكن الاستفادة من المقالة بشرط :
الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..

التعديل الأخير تم بواسطة الزاهرة ; 2008-02-25 الساعة 9:14 AM.


توقيع الدكتور فهد بن سعود العصيمي


والله أعلم، وليُعلم أن التعبير بالظن ، والظن يخطىء ويصيب.

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
علم التعبير صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده،ويثاب المرء على تعلمه وتعليمه.


الصفحة الرسمية على تويتر: د. فهد العصيمي @FahadALOsimy