أعاني من مشكلة تؤرقني وتجعلني أعيش في رعب
أعاني من مشكلة تؤرقني وتجعلني أعيش في رعب
سؤال / أعاني من مشكلة تؤرقني وتجعلني أعيش في رعب ، وهي أنني أتنبأ وأحس بالخطر قبل وقوعه ، إما عن طريق أحلامي ، وإما بالحدس ، فهل من طريقة لمساعدتي ؟
هذا نموذج من أسئلة كثيرة ، ما فتئت تترى لموقعي ، ولا أخفيكم أنني كنت ممن أعيش هذه المشكلة ، حيث أني أرى ما سيحدث للبعض من حولي ، ومن ثم أعيش في هم وقلق بانتظار ما قد يحدث ، وهذه المشكلة موجودة عند بعض الناس كذلك ،ومن وجهة نظري أن إحساسهم بالشيء قبل وقوعه بدون أن يرى ذلك في المنام ؛ قد يكون من نوع الإلهام ؛ وهو أن يتحدث الواحد عن شيء ويجري الله الحق على لسانه ،وقد كان عمر بن الخطاب ملهما ؛ يجري الحق على لسانه ، وقد وافقه القرآن في ستة مواضع ، وقد جاء في صحيح مسلم من طريق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال بيان ثلاث منها ، قال عمر: ] وافقت ربي في ثلاث : مقام إبراهيم ، وفي الحجاب ، وفي أسارى بدر ] ، وهناك ثلاث أخر أيضا وافقه فيها القرآن ، وهي حين احتج نساء النبي عليه في الغيرة ، قال : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ، فنزلت الآية بذلك ، وجاء في حديث صحيح عند مسلم موافقته في منع الصلاة على المنافقين ( انظر شرح النووي على صحيح مسلم 15/167 ) ، وجاءت أيضا موافقته في تحريم الخمر.
قال النووي : فهذه ست وليس في لفظ الحديث السابق عن عمر ما ينفي زيادة الموافقة ، والله أعلم.
وأعود للموضوع السابق ، فأقول:
وقد يكون بسبب آخر غير الإلهام ؛ وهو الإحساس المرهف بالشعور بالآخرين ، والعيش مع مشاكلهم ، كما يحدث لبعض الأمهات أو الآباء مع أولادهما مثلا ، فقد يشعر الأب أو الأم بمعاناة أحد الأبناء وهو في غربة ، أو محنة ، وقد يقول مثلا : إني أحس بأن صدري منقبض على فلان أو فلانة ، وقد يحدث هذا الأمر من غيرهم ممن يتميز بهذه الصفات ، من بعض الفئات ، كبعض رجال الأمن ، أو الأطباء ، أو المدرسين ، أو الممرضين والممرضات ،أو بعض الأخوة مع بعضهم ...، وغيرهم ممن يحمل شعورا نحو من هو مسؤول عنه .
ويمكن دفع هذه المشكلة بطريقتين :
1) إن كان هذا الحدس جاء من خلال رؤيا أو حلم ، فدفعه بما ورد من الاحترازات عن الرؤيا المكروهة ، وهي تدفع هذا الشيء الذي يخشى حدوثه بإذن الله . وعلى من ابتلي بهذه الخاصية الإلحاح على الله بالدعاء لدفع هذا الأمر عنه ، ولن يرى شيئا من هذا بإذن الله .
2) وإن كان هذا الحدس جاء من خلال الإلهام ، وُوجد تضايق منه من الإنسان ؛ وهذا وارد جدا لصعوبة تحمل الأعباء النفسية المترتبة عليه ممن يتميز بهذه الصفة ، فدفعه من خلال الإلحاح على الله بالدعاء بأن يزيل الله عنـه هذه الخاصية ، والله قمن أن يستجيب للعبد مسألته ، وبخاصة لمن ألح بالدعاء وعمل بأسباب استجابته من إطابة المطعم والإلحاح بالدعاء وتخير الأوقات الفاضلة ؛ كالسجود ، ووقت الصيام ، وحال السفر ، ونزول المطر...وغيرها، والله أعلم .
 |
[line]
يمكن الاستفادة من المقالة بشرط :
الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..
التعديل الأخير تم بواسطة الزاهرة ; 2008-02-26 الساعة 7:59 PM.
توقيع الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
|
|