
2013-09-28, 3:56 PM
|
السيدة سارة زوجة سيدنا ابراهيم عليه السلام
اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد وآله وذريته أجمعين
خرجتْ السيدة سارة من العراق مهاجرة في سبيل الله مع زوجها سيدنا ابراهيم وابن أخيه لوط -عليهما السلام- إلى فلسطين. ولما اشتد الجفاف في فلسطين هاجرت مع زوجها مرة أخرى إلى مصر.
حيث الغربة الموحشة والظلم والاضطهاد على يد ملك جبار ظالم طمع فى سارة - عليها السلام - بعدما علم أنها أوتيت من الحسن شيئاً عظيماً .
وسرعان ما انتشر خبرهما عند فرعون مصر الذي كان يأمر حراسه بأن يخبروه بأي امرأة جميلة تدخل مصر.
وأنحى قلمى جانباً لأدعك تتعايشين مع القصة بلسان أفصح الفصحاء، وأبلغ البلغاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : « هَاجَرَ [سافر] إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام بِسَارَةَ فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنْ الْمُلُوكِ - أَوْ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ - فَقِيلَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ ؟ قَالَ: أُخْتِي [فى الإسلام؛ حتى لا يبطش به إن علم حقيقته] .
ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ: لَا تُكَذِّبِي حَدِيثِي، فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي، وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الْأَرْضِ [ليس على الأرض[ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ [فى هذه الأرض: مصر] .
فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ فَغُطَّ [ضاق نفَسُهُ وكاد يختنق حتى سُمع له غطيط] حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ [ضربها على الأرض من شدة الاختناق] ، قَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ يُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ .
فَأُرْسِلَ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وتُصَلِّي وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ هَذَا الْكَافِرَ فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ، فقَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ يُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ .
فَأُرْسِلَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَيَّ إِلَّا شَيْطَانًا، أرْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَأَعْطُوهَا آجَرَ [اسم هاجر باللغة السريانية] .
وفى رواية أخرى : « فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ لَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقُبِضَتْ يَدُهُ قَبْضَةً شَدِيدَةً، فَقَالَ لَهَا: ادْعِى اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ يَدِى وَلاَ أَضُرُّكِ فَفَعَلَتْ .
فَعَادَ فَقُبِضَتْ أَشَدَّ مِنَ الْقَبْضَةِ الأُولَى، فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ فَفَعَلَتْ .
فَعَادَ فَقُبِضَتْ أَشَدَّ مِنَ الْقَبْضَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ فَقَالَ: ادْعِى اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ يَدِى فَلَكِ اللَّهَ أَنْ لاَ أَضُرَّكِ. فَفَعَلَتْ وَأُطْلِقَتْ يَدُهُ ... » .
فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَتْ: أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الْكَافِرَ [أذله وأخزاه ورده] وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً [أعطى جارية لتخدمها]
ورجع إبراهيم وزوجه إلى فلسطين مرة أخرى، ومضى "لوط" -عليه السلام- فى طريقه إلى قوم سدوم وعمورة (الأردن الحالية) يدعوهم إلى عبادة اللَّه، ويحذرهم من الفسوق والعصيان.
-أختاه ...
- أمك سارة فى ديار الغربة تتعرض لهذا البلاء العظيم، والكرب الشديد ...
- البلاء ليس فى نقابها أو زوجها أو أخيها ... بل فى أغلى وأسمى ما تملكه المرأة .
- سارة ... لا تملك من مقومات الدفاع المادية شيئاً .
- خصمها هو ملك البلد ... فإلى من تشتكيه ؟ فلا مهرب ولا مخلص وإنما الانقياد للظلم وأهله .
- إنها فى أزمة إن لم تنجو منها ستقضى على حياتها ... لكنه ابتلاء الله للصالحين ...
- وجدت سارة طريقاً للفرار، طريقاً واحداً ... أن تفر إلى ملك الملوك ... جبارِ السماوات والأرض ... فهو سبحانه مع المكروب، والملهوف، والمظلوم، يجيب دعوة المظلوم، والمضطر .
- قامت سارة توضأت ودعت ... إلى الركن الشديد أوت ... بأعمال صالحة إليه توسلت ... توسلت إلى الله بإيمانها وعفتها .
- فتأتى النصرة من السماء لهذه المرأة الضعيفةِ بخِلقَتِها القويةِ بإيمانها، ورد اللهُ القوىَ بسلطانه الضعيفَ بظلمه وجبروته ...
- شل اللهُ القوىُ المتينُ يدَ الظالم الغشوم، ولم يستطع أن يحركها، ثم ضاق نفَسُهُ وكاد يختنق حتى سُمع له غطيط كغطيط النائم ...راح يضرب برجله على الأرض من شدة الاختناق ...
- الجبار المستعلى يتوسل بالمرأة الضعيفة أن تدعو ربها ليُذهبَ عنه ما أصابه على أن لا يمسها بسوء ...
- توجهت سارة بالدعاء لغياث المستغيثين ... خافت إن مات الظالم يتهموها بقتله فيقتلوها ... فاستجاب الله لها وحرر الظالم فتركها هنيهة، ولكن هيهات للفجرة أن يتورعوا عن النيل من الفضيلة والعفة ...
- طلبها وتكرر الحالُ مرة واثنتين وفى الثالثة أيقن أنه لا سبيل إلى سارة، فخاف على نفسه وأطلق سراحها وأهدى لها جارية لتخدمها ... هذه الجارية هى أمك هاجر التى صارت بعدُ زوجة لنبى الله إبراهيم، وأماً لنبى الله إسماعيل، ومن نسلها كان خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم .
- أختاه ... لقد انتهى فصل من فصول الابتلاء بنصرة الحق وخذلان الباطل، فالفرج من عند الله، ومن المحن تأتى المنح، ولا يغلب عسر يسرين، وكلما ضاقت اتسعت فأبشرى وأملى وثقى بربك أنه ناصرك ومؤيدك وساترك، وافعلى كفعل أمك سارة .
[ لَوْ عَلِمتُمْ كَيْفَ يُدبّرُ اللهُ أمُورَكُمْ
لذابَتْ قلوبُكُم مِنْ مَحَبّتِهِ ]
|