عدتُ حيث البدء ولكنني أبدا ما عدتُ كما كنتُ
انطلقتُ كاملة أبحث عن بعضِي وعند رجوعي فقدتُ كُلِّي وعدتُ ببعضِي
ففي رحلة الذهاب رحتُ أتركُ في الطريق أجزاء منِّي دونما اكتراث،
وقلتُ لا بأس.. هي أجزاء تبطئ خطواتي وتُقيّد أنفاسي
وواصلتُ طريقي أبحثُ عن بعضي...
وأنا امشي ..إلتصقتْ بي أبعاض غيري دونما استئذان ولا استحياء
وقلت لا بأس..وأوقدتُ لها نارا تضاهي نار حاتم الطائي اشتعالا ولهيبا
وواصلتُ طريقي أبحث عن بعضي...
وفوق أبعاض غيري تراكمتْ أبعاض أخرى مستأنسة بدفء النار.. فقرّرتِ البقاء!!
وقلت لابأس..لأجل الضيافة أوقدتُ نار الجود والكرم
ولكن الضيف سكن ذاتي واحتل مكان أجزائي وراح يرسم خطواتي كيفما شاء...
وعندما نظرتُ إلى المرآة رأيتُ وجها مجهولا يطالعني استأنستُ فيه بعضي،
فاجتاحني شوق رهيب إلى أجزائي المتناثرة في الطريق والمكوّنة لكلّي!!
(بقلمي)