3- أثر من العائن ولا غرابة فترياق سم الحية في لحمها ، ويستحسن كونه من ماء ، اغتسل فيه العائن أو توضأ ، وقد جاء النص بهما ، فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين و ركبتيه ، وداخلة إزاره ، أي الفرج ، ومن ثم يؤخذ هذا الماء فيصب على المعيون ، وجاءت طريقة أخرى في زاد المعاد ، وعزاها للبيهقي ، قال المؤلف: قال الزهري :
يؤمر الرجل العائن بقدح ، فيدخل كفه فيه فيتمضمض ، ثم يمجه في القدح ، ويغسل وجهه في القدح ، ثم يدخل يده اليسرى ، فيصب على ركبته اليمنى في القدح ، ثم يدخل يده اليمنى ، فيصب على ركبته اليسرى ، ثم داخلة إزاره ، ولا يوضع القدح في الأرض ، ثم يصب على رأس الرجل الذي يصيبه العين من خلفه صبة واحدة ، فإن لم يقدر على تحصيل مثل هذا الماء - وهذا قد يحدث أحيانا - بسبب رفض العائن الاغتسال ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "... وإذا استـُـغسل أحدكم فليغتسل" ، فيؤخذ من آثاره الأخرى ، مثل إناء شرب به الشاي أو القهوة فيغسلان ، ويؤخذ الماء الناتج عن تغسيلهما ، أو يمسح باب بيته أو غرفته أو يمسح مكتبه بفوطة مبللة ، أو يؤخذ من ثيابه ، أو من ملابسه الداخلية ، فتغسل ومن ثم يؤخذ الماء ويخلطه المعيون بالماء الذي يغتسل فيه ، وليصب الماء على المعيون من خلفه على فجأة منه فهو أفضل . وأؤكد أن هذا الماء لا يشرب منه كما يفعل الكثير ، بل يضاف له ماء ، ويبدأ المعيون بالاغتسال منه ـ ويكرر الاغتسال أكثر من مرة ، ويركز فيه على: المغابن ، وهي الأجزاء الرقيقة في الجسد ، والتي تنفذ العين عادة منها ، كالثدي ، وما خلف الساق ، والوركين ، والقبل ، والدبر ، والفخذين ، فكان في غسلها إبطال لعمل العين كما أن للأرواح الشيطانية في تلك المواضع اختصاصا .
من مقال
الدكتور فهد العصيمي