* ونماذجُ مشرفة.. ووفيّة!
ليست كل التجارب مخوفة.. هذا ما حدثت به (كيندة) وهي تكمل حديثها: (سأحكي لكم بدوري صديقتي صديقة الطفولة التي كنت أشك في أنها ستتغير كما أسمع من تغير الفتيات بعد الزواج، لم تكن كذلك بل صارت متعلقة بي أكثر من الأول، إذا لم نر بعضنا ترسل لي السلام ولو من بعيد، آخر تواصل معها كان البارحة، حيث فاجأتني باتصال من خارج البلاد حيث يقيم زوجها، حديثنا هو هو منذ الصغر لم يتغير الحمد لله، يعني لم نسمح للزواج بأن يخلق بيننا الحواجز والفوارق، ولم تجعل صديقتي الحبيبة هي الأخرى زواجها مقصلة لصداقتنا.. في المقابل إحدى صديقاتي التي كانت إحدى مراحل دراستي العابرة سبباً في صداقتها تغيرت قليلاً على الرغم من أنها دائمة الاتصال بي إلا أنني لامست قليلاً من التغير في علاقتنا، ولو أننا لا نجد أحياناً فيما نتحدث فيه إلا أنني أحس كأنها تتهرب من المقابلة المباشرة! ربما يكون عند مثل هؤلاء فكرة التعامل السطحي مع الصديقات في ما بعد الزواج! وربما الظروف أو الانشغال بالزوج والحياة الجديدة أو... قد تكون أمور كثيرة نحن لا نجهلها! لكن، لا أعتقد أن كل ذلك يأخذ جل الوقت ليشغلنا و(ينسينا) أحبتنا!
* تجاربي ناجحة
(بُحور) لدي صديقتان متزوجتان إحداهما تزوجت حديثاً وأخرى قبل سنة.. كل واحدة منهما بقيت كما هي.. لم يتغير شيء فيهما.. سمعت كثيراً عن فتياتٍ يتغيرن بعد الزواج وينقلبن على صديقاتهن.. لكن ما رأيته في صديقاتي يختلف تماماً.. أسأل الله لصداقتنا أن تدوم، ولا تمسها المقصلة يوماً ما..
* بعدٌ جسدي.. والقلوب عند بعضها!
(زهرة البيلسان) تجربتي على العكس مما ذكرن الأخوات.. كنت في الصف الثالث ثانوي حين خُطبت صديقتي الحميمة..
شاورتني لأشاركها الأمر.. ووقع علي ذلك الخبر بصدمة شديدة لا سيما أن الخاطب من منطقة أخرى تبعد مئات الكيلومترات عن منطقتنا.. فلم أشأ أن أكون بأنانيتي وحُبي لها حجر عثرة في طريقها.. باركت لها الأمر شجعتها على الاستخارة واتخاذ ما تراه مناسباً..
تم ذلك الزواج على خير.. بعد مرور قرابة أسبوعين من زفافها إذا هي تتصل بي!! فرحت بها فرحاً شديداً جداً.. وأنا أسمعها تتحدث عن سعادتها مع زوجها مسح كل أحزاني على فراقها.. وكل أوهامي بتركها لي.. كان الكل يقول إن علاقتنا لن تدوم بعد الزواج.. وإن الزواج سيفرقنا وستنشغل عنّا.. لكننا (هي وأنا) استمرينا على اتصال دائم على بُعد المسافة التي تفصلنا عن بعضنا.. وعلى الرغم من أني لم أرها بعد زواجها إلا مرة واحدة فقط منذ ثلاث سنوات.. قد تمر بعض الفترات فأنشغل عنها وتنشغل عني.. لكن ما نلبث حتى نعاود الاتصال من جديد.. ويزداد شوقي لرؤيتها حيناً بعد حين..
* اهتمامات.. غير.
دعوني أثرثر (قليلا)، هكذا بدأت (فراشة الجنة): (لا أعتقد أن للزواج تأثيراً في العلاقة! لكن.. – ربما – ترى المتزوجة أن صديقاتها (العزوبيّات) مواضيعهن حول اهتماماتهن فقط.. أي أنها ربما أصبحت تنسجم مع النساء الكبيرات في أحاديثهن.. ومع كل هذا.. لا أرى أن بعد الزواج تُنسى الصداقة.. بالعكس فإنها ستشتاق لهن ولأحاديثهن، وربما كلما ابتعدت المسافات سيزيد الشوق والمحبة.
ولكن ربما البعد دون تواصل له تأثير مع الصداقات.. أي أنها لن تدوم طويلاً)
* باختلاف الأسباب والطباع تتنوع الحكايا
(العين الدامعة) تتعدد الأسباب.. ولعل الأبرز هو الانشغال والهموم.. مررتُ بالحالتين.. ابنة خالتي تزوجت.. انشغلت عني كثيراً.. لا أخفيكم أنني كرهت زوجها في أول الأمر.. خاصةً وأني أخت وحيدة كما هي.. صرنا الآن لا نتلاقى إلا في المناسبات.. والزيارات السريعة.. أحاديثنا تتنوع بين أخبار العائلة ومشاكلها، أنا شخصياً لم أعد أتحدث معها كما كانت فتاة مثلي.. أحرجُ منها بعض الشيء وما أضعُ عيني في عينها لفترة طويلة.. أعذرها.. ولا زلتُ أكن لها كل حب ومودة وتقدير.. وأشعر بأنها أختي الكبيرة كما كانت..
صديقة لي تكبرني بسبع سنوات.. تزوجت وأنجبت.. وما زالت علاقتنا هي هي.. لم تتغير.. تسبقني دائماً بالسؤال.. تحرص على الزيارة.. تحرجني كثيراً بلطفها وطيب تعاملها.. أسأل الله أن يُبارك فيها وأن يجزيها عني كل خير..
من هذا نخلصُ إلى أنه ربما يكون اختلاف الطبائع هو السبب..
فتلكَ تحمل المسؤولية وتجعلها هماً يحجبها عن كثير من أمور ما قبل الزواج، يغير من تفكيرها، طريقة تعاملها.. وأخرى لا يؤثر فيها بشكل كبير.. وتعتبره مهمة كما بقية المهام..
V
ماذا تقول المتزوجات..؟
اتجهت للصف المقابل الذي أشبعناه هجوماً وأسئلة وعتاباً.. (المتهمات/ المتزوجات) وسألناهنّ.. هل هذا صحيح؟ هل تخليتن عن صداقاتكن لأجل الزواج؟ ما الذي يحدث..؟
* رهانٌ أثبته الواقع
(منال) كل صديقاتي راهنّ على أني سأقطع علاقتي بهن بعد الزواج، وكنت أستنكر ذلك، لكن الكلام شيء والواقع شيء آخر مختلف تماماً، فعندما تزوجت أدركت أن الانشغال بالزوج لا يعني الانشغال بحبه وغرامه!! بل الانشغال بالتكيف مع الحياة الجديدة، مواعيد النوم والأكل والدوام والخروج مختلفة تماماً عن السابق، وأيضاً التزامات عائلة الزوج التي نرتبط بها عادة نحن المتزوجات، كلها أسباب تجعل من قضاء وقت طويل مع الصديقة نثرثر على الهاتف أو في البيت أمراً شبه مستحيل.. المهم ألاَّ تنقطع العلاقة بل يترك مساحة لـ(التقاط الأنفاس) ثم تعود المياه لمجاريها وتعود القلوب لصداقتها الصافية.
* أسأل مجرب.. قبل أن تعاتب الصديق.!
(نورة) عندما تزوجت عاتبتني صديقتي وأصبح كل ما تقوله لي هي جملة واحدة (أنتِ تغيرت بعد الزواج ولم تعد لك اهتمامات تشاركيني إياها كما في السابق) سكت ولم أستطع إجابة صديقتي وتحملت عتابها القاسي، بعد فترة ليست بالقصيرة تزوجت صديقتي هذه، وانقطعت فترة طويلة.. ثم جاءتني تعتذر مرتين.. مرة لأنها لم تتفهم ظروفي التي هي تجربها الآن، ومرة لأنها قطعت علاقتها بي بالشكل السابق..
لكنها الآن تعود لصداقتي والحمد لله.
* المشاعر الحقيقية.. لا يموتُ
(آمال) و(سمر) نحن أختان متزوجتان قريباً، وتربطنا صداقة قوية بعمتي الصغرى.. ومن الغريب أن الزواج زاد من علاقتنا بعمتي العازية ولم يحدث العكس!! الكل كان يتوقع أن تخفّ صداقتنا لها أو تتغير لكن الذي يحدث الآن مختلف تماماً، وربما هذا يعود أيضاً للقرابة والصداقة الحقة بيننا.
* ابتعاد جماعيّ
(وفاء) بالطبع ستتغير علاقتي بصديقاتي، فهو ليس بعدٌ جسدي فقط بعد أن كنت ألتقي صديقاتي كل يوم في الجامعة، بل أصبحت أسكن منطقة بعيدة، ورزقت بأطفال باكراً وبشكل متتال جعلني مقصرة مع أخواتي ووالدي وليس فقط صديقاتي!
* صديقتي.. شكراً على مبادرتك.!
(ريم) تقول: (كانت صديقتي (سارة) تحدثني دوماً من أنها تقطع من نفسها علاقتها بأي صديقة ستتزوج، فهي تعرف أنها ستتغير حتماً بعد الزواج وثانياً لأنها لا تريد أن تظهر حاجتها إلى الصديقة لذا هي تعجل بقطع العلاقة والاكتفاء بالرسمية، وكنت أرى صديقتي سارة قاسية بطريقتها هذه، وخفت أن تطبقها عليّ إذا تزوجت وحدث فعلاً ما حدث!!
تزوجت فقطعت سارة علاقتها بي لكني شكرتها فيما بعد على طريقتها هذه فأنا لن أستطيع أن أعود كما كنت، لذا فهي تخفف عني الذنب قليلاً لإحساسي بأنها هي من تركتني وليس أنا فقط!!)
* انتبهي.. أنتِ تحت المراقبة
إيمان: (شلتي) كانت بينهم ما يسمى بـ(الميانة) باللهجة العامية وتعني زوال الكلفة لدرجة كبيرة، الذي حصل أني أول من تزوج منهنّ، فوقعت في المصيدة، كانت بعض الصديقات هداهن الله صريحات لدرجة البجاحة والوقاحة خصوصاً في الأسئلة الشخصية الدقيقة!! لذلك وقعت في حرج من تعليقاتهن ومراقبتهن لكل تصرفاتي وملابسي وكل ما أفعله.. لذلك تنكرت لهذه الشلة وشيئاً فشيئاً بدأت أنسحب حتى تركتهن تماماً..!
* نبي سواليف بناتيّة!
(مها) أتحسر على صداقات ذهبية فقدتها بسبب هذه النظرة من العازبات لنا نحن المتزوجات، أيضاً هن تغيرن علي وليس أنا فقط!! لقد أصبحن يستثقلن كلامي عن الزوج والأبناء وعائلة الزوج ويقلن أنتِ تجعليننا نكره الزواج!! لذلك بدأت أشعر أني غريبة بين صديقاتي وأيقنت أني وإياهن ضحايا تفكير غبي!
* صديقتي العازبة.. خاطفة الرجال.!
(دمع العيون) إحدى الصديقات المتزوجات حدث لها موقف مرعب! لقد اختطفت صديقتها الحميمة زوجها فتزوجها عليها!
لذا صار شبح هذه (السالفة) يتكرر أمامي خصوصا أن زوجي من النوع الذي يحب السؤال عن صديقاتي ومعرفة كل شيء عنهن! لذلك ابتعدت عنهن!
* معايير منقلبة، من يترك الثاني.؟
(هـ.أ) تجربتي تختلف عن الكثير.. أنا فقدت أعز صديقاتي وابنة جيراننا في نفس الوقت! تزوجت أنا وبعد زواجي على العكس منكن انقطعن عني ومنهم صديقتي وابنة جيراننا!! وفعلت الكثير لكي أعيد علاقتنا وصداقتنا كما كانت أو أقل مما كانت عليه! لكن لا فائدة! ويمكننا أن نسمي هذا الشيء حقداً! فلا حول ولا قوة إلا بالله..
* رسالة من عمق التجربة
لست الصديقة بل العروسة ذاتها..
من هنا بدأت (سجايا الروح) تقول:
(تزوجت وبدأت أقابل اتهامات كثيرات من صديقاتي بتطنيشي لهم ويعلم الله أني في أشد انشغالي.. لم أنسهن لكني أحاول التأقلم على الوضع الجديد.. فأنا كنت في بيت أهلي مسؤولة عن نفسي فقط.. وبعد زواجي أصبحت مسؤولة عن بيت وزوج..
أتمنى من كل الصديقات أن يلتمسن العذر لصديقاتهن المتزوجات، إذا كانت صداقتهن حقيقية فلن تنساهن أبداً.. ولو بدعوة في ظهر الغيب.. فهي أسرع الهدايا وصولا.. ورسالتي لكل صديقاتي ((التمس لأخيك سبعين عذراً))..
* زوجي بالنصّ بيني وبينك!.
خبر طريف ذكر في جريدة الرياض قبل فترة ويعتبر من عجائب الأنثى!! يقول الخبر: (إن إحدى الفتيات تجمعها صداقة قوية بابنة جيرانهم منذ الابتدائية حتى تخرجا من الجامعة، ثم تم تعيينهما في نفس المدرسة والتخصص!! ولا يفترقان أبداً فهما أكثر من أختين.. وبعد زواج الأولى منهما أصبحت صداقتهما أصعب، فلم يقر قرار للمتزوجة حتى اقترحت أن تشاركها صديقتها في زوجها!! وقالت هكذا نصبح أقرب ونشترك في كل شيء حتى الزوج!! وطبعاً الرجل رحب بالفكرة فخطب الصديقة وتزوجها!! عجباً لنا نحن الإناث!!
رأي: مجتمعنا هو المتهم الأول..!
(الأستاذة فاتن/ مرشدة اجتماعية) لها وجهةُ نظر في الموضوع، تقول: (نحن نعيش في مجتمع يؤطر علاقاته ويضع عليها حواجز عديدة فمثلاً عندما تتزوج الفتاة أو الشاب يخفف كثيراً من الأصدقاء العازبين أو لابد لهذا العازب من الزواج كي يستمر بصداقته ولابد أن تنشأ علاقات صداقة عائلية.
المرأة تحاول أن تخفف من الزيارات مع صديقاتها العازبات لأن وضعها الاجتماعي الجديد يحتم عليها أن تتعرف على زوجات أصدقاء زوجها، وهكذا نرى جملة من العلاقات المرسومة بدقة.)
ــــــــــــــــــ
تحقيق
* إعداد
مرام الموسى
سارة الخضير
المرجع: مجلة حياة العدد (93)