الموضوع: الحجاب يتحدى
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2008-02-01, 7:34 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي

إن الموقف الغربي من الحجاب لا يمكن تفسيره إلا كلون من الحسد الحضاري، فلماذا المرأة المسلمة لا تزال تحتفظ بعفتها وإنسانيتها ؟! لماذا لا تنخرط فيما انخرطت فيه المرأة الغربية من إباحية ومجون ؟ أليس الغرب اليوم هو الذي يقود زمام الحضارة ؟ ألا ترى المرأة المسلمة كم تقدم الغرب وتفوق ؟ لماذا تصر على التحدي والمقاومة ؟ لماذا لا تقبل الانصهار في الأنماط الغربية للممارسة الوجودية ؟ لماذا تصر على الاستقلال في وجودها وكيانها ورؤيتها وتفكيرها ؟ لمَ كل هذا الإصرار على الهوية في عصر العولمة أو قل الأَوْربة أو الأَمْركة ؟ لمَ كل هذا التزمت والتعصب ؟!!
فلتخرج إذن من بلادنا أو لتلبس لباسنا ولتتحلل كما تحللنا } وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون { [ سورة الأعراف آية : 82 ] .
أجل إن التطهر قوة ، والعفة قوة ، والمنحرف يتمنى أن لو كان الناس جميعاً مثله حتى يتخلص من عقدة النقص والشعور بالغربة، فهولا يحب أن يرى أناساً يتمتعون بقوة الإرادة وهو ضعيف، ولا أناساً سعداء وهو شقي ، ولا يريد أن يرى أناساً يقاومون تيار الانحراف في الوقت الذي انخرط هو فيه ، يريد أن ينجرف الجميع .
إن فرنسا تعج بمشكلات كثيرة من أبرزها : الإدمان ، والشواذ ، والبطالة ، والجريمة ، ولم يلفت نظرها من كل هذه المخاطر شيء ، فقط شعرت بالخطر من حجاب المرأة المسلمة ، وأصدرت قراراً بمنعه !! وقرار المنع هذا سيزيد من المحجبات ، وحتى اللواتي لم تكن القضية ذات أهمية بالنسبة لهن سينتبهن لذلك، ويفكرن في أمر الحجاب ، وسر الحرب ضد الحجاب، ولعل كثيراً من الغشاوات التي أثيرت حوله تزول مع البحث والسؤال، وإذ بالحرب على الحجاب تعود لصالح الحجاب . والله أعلم بالصواب ،وإليه المرجع والمآب .
} يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ، لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون { [ سورة الحشر الآيات : 18-20 ] .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين .
والحمد لله رب العالمين .


--------------------------------------
([1]) بيير داكو " المرأة ، بحث في سيكولوجية الأعماق " ص 17 – ترجمة : وجيه سعد – مؤسسة الرسالة ط 3 / 1412 هـ 1991 م .
([2]) السابق ص : 20 .
([3]) تذكر إحدى الفتيات الملتزمات أنها كانت ترتدي حجاباً ساتراً حين اضطرت للذهاب لإحدى الدول الأوروبية مع أسرتها لعلاج والدها ، وفي المستشفى استأذنتها إحدى الممرضات في أن ترى وجهها، وحين شاهدته صدمت لأنها كانت تعتقد أنها ستكون قبيحة أو بها عيب، فلما رأتها وسألتها عن سبب ارتدائها للحجاب.. شرحت لها أن الإسلام يعامل المرأة كالجوهرة التي يجب أن تحفظ عن أعين الغرباء، تقول الفتاة : لقد استمعت تلك الممرضة بإنصات ثم أخذت تقول : أمر جميل.. إنه أمرٌ رائع.. كم أتمنى لو أستطيع أن أكون هكذا.. إنني أعاني كثيراً من نظرات الجميع إلى تفاصيل جسمي فأشعر وكأني مجرد دمية.. حتى هنا مثلاً.. حين أسير.. أشعر أن الكل ينظر إلى ساقيَّ قبل أي شيءٍ آخر!! .
([4]) ويظهر هذا التذمر من النظرة الدونية للمرأة حتى في حديث ميريل ستريب الممثلة الأمريكية الحائزة على الأوسكار عام 1983م التي قالت في أحد اللقاءات الصحفية: في كل مرة كنت أذهب فيها إلى أحد الأماكن العامة كان الناس يتفحصون مقاييس جسمي للتأكد من أنني جميلة وأستحق لقب أفضل ممثلة أمريكية، وبالطبع فقد كان هذا الأمر يزعجني كثيراً ، لأني كنت أعرف بأن الناس ينظرون إليّ من أجل معرفة مقاييسي الجسمية فقط .
وترفض ما يسمى بحركة تحرير المرأة قائلة: أنا لا أحب الأفكار السائدة اليوم عن المرأة. إنهم يرون أن المرأة المثالية هي فقط تلك المرأة الرشيقة القوام . نقلاً عن " كتاب رسالة إلى حواء "رشيد العويد.
([5]) العالمة الألمانية زيغريد هونكه صاحبة الكتاب الشهير " شمس الله تسطع على الغرب" الذي بينت فيه أمجاد العرب والمسلمين وفضل حضارتهم على النهضة الغربية، سئلت في أحد المؤتمرات الإسلامية عن نصيحتها للمرأة المسلمة التي تريد خلع الحجاب، فقالت : لا ينبغي لها أن تتخذ المرأة الأوربية أو الأمريكية قدوة تحتذيها، لأنها بذلك تُفقد نفسها مقومات شخصيتها. وإنما ينبغي لها أن تتمسك بهدي الإسلام الأصيل، وأن تسلك سبيل السابقات من السلف الصالح، وأن تلتمس لديهن المعايير والقيم وتُكيفها مع متطلبات العصر، وأن تضع نصب عينيها رسالتها الخطيرة في كونها أم جيل الغد العربي .
([6]) انظر : أحمد دعدوش " لماذا فرض الحجاب ؟ شبهات وأباطيل – مقال غير منشور