[ام الياس اليمانية]

وهناك معنى لطيف آخر ذلك أن الغنى نوعان غنى النفس وغنى العرض، فقد يكون الإنسان مستغنيا وإن كان مايقتنيه يسيرا، وقد يكون صاحب قنية ولكنه شحيح النفس فجمعهما ليبين أنه هو الغني الذي يهب للناس نوعي الغنى وقدم الغنى على الاقتناء لتبيين شرفه. وكأن أقنى ترد على من أراد الاستدراك بقوله فإننا نرى كثيرا من الفقراء وهؤلاء ليسوا أغنياء في عرف الناس فرد عليهم المولى بقوله وأقنى أي وكذلك الغنى الذي تعرفونه هو من عند الله.

وربما هناك معنى ألطف وهو أن المولى عز وجل أضاف الاقتناء إلى الغنى لبيان أن الغنى الحقيقي ليس الاقتناء بل هو غنى النفس وهو أشرف نوعيه كما قال، صلى الله عليه وسلم: "ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس". وهذا النوع من الغنى هو الأولى بالامتنان.

والله أعلم (منقول)