عجوز تبكي
كنت في رحلة دعوية إلى دولة آسيوية مع فريق طبي أقام مخيماً لعلاج أمراض العيون.. فتقدم إلى الطبيب شيخ كبير ومعه امرأته في تردد وارتباك لما أراد الطبيب المعالج أن يقترب فإذا هي تبكي وترتجف من الخوف.. فظن الطبيب أنها تتألم من المرض فسأل زوجها عن ذلك فقال وهو يغالب دموعه إنها لا تبكي من الألم ..بل تبكي لأنها ستضطر إلى كشف وجهها لرجل أجنبي ..
حيث يقول الزوج: لم تنم البارحة من القلق والارتباك وكانت تعاتبني كثيراً.
وتقول: أترضى أن أكشف وجهي.. وما قبلت أن تأتي إلى العلاج إلا بعد ما أقسمت عليها أيمانا ً مغلظة أن الله قد أباح ذلك؛ لأنه من الاضطرار .
يقول: أجريت لها العملية وتمت بالنجاح وأزيل الماء الأبيض وعاد بصرها بإذن الواحد الأحد سبحانه .
يقول زوجها: بعد الانتهاء من العملية كانت تقول له الزوجة: إني أستطيع أن أصبر على ألا أتعالج ولكن لأمرين فقط: قراءة القرآن الكريم والاعتناء بك أنت وأبنائي.. ما قالت لأنظر إلى ما يغضب الله ..
قالت: لقراءة كتابه، فلا إله إلا هو ما أجمل الستر وما أجمل الحياء. قال تعالى : ((وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ))[الحج:32] .
المصدر: من كتاب: حجابي جنتي.