عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-01-08, 1:45 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي أجــــــواء ضاغطــة ..2
أجــــــواء ضاغطــة ..2

قال الراوي : شكوت إلى أخي الحبيب ما أعانيه
من ضغط أجواء العمل الذي أنا فيه
مما يشكل علي ضغطا في الثبات على الاستقامة
فابتسم في وجهي ابتسامته المتلألئة وقال :
سبحان الله .. هذا الصباح كان معي أخ فاضل
شاب في مقتبل العمر ، كأنه الزهرة تتفتح للتو ..
في العشرين من عمره أقبل على الله إقبالا رائعا


ودار بيني وبينه حوارا راائعا ،،
حول نفس هذه القضية التي تشكو منها
وسأقص عليك ما دار بيني وبينه
لأنني راجعت الحوار عدة مرات
بسبب أنني تعجبت ممما ورد فيه من معانٍ رائعة
فتح الله بها علينا خلال الحديث
***
هذا أخ كريم فاضل
كان يسير معي سيرا جيدا ، نتواصى على الخير ..
غير أنه ظهر معي بعد فترة ..

ومنذ بدايات الحوار أخذ يقسم بأنه يبكي بحرقة

ثم أخذ يقول .. أنه لا يصلح للسير في طريق الله تعالى

ويحاول أن يؤكد أنه فشل تماما في الاستقامة

رغم أنه حاول ان يجاهد نفسه ولكن الأمر فوق طاقته

وأنه .. وأنه .. وأنه .. الخ

ولهذا قال : اشعر بعذاب في داخلي

قال الراوي وفجأة وجدت نفسي اقول :

نعم أعذار شيطانية كأعذاري ..

ابتسم صاحبي وواصل حديثه الشائق :

المهم ..

انني جاريته في الحديث . وفتحت معه حواراً طويلاً

لأكتشف اين مكمن العلة

فإذا به يوضح لي ما كنت أجهله من قبل

ولهذا السبب دائما أقول : ان الوضوح يختصر الطريق

المهم .. قال لي ما معناه

أنه يعيش في ( أجواء ضاغطة ) من حوله ..

لا تعينه هذه الأجواء على ( الاستمرار ) في الا ستقامة

وخاصة وأنه شاب أعزب ..

والبيت ( مفخخ ) بمئات القنواات

وان أهله أنفسهم لا يبالون ..

وان أجواء الأقارب مختلطة بشكل مثير

وأنه رغم ما يحاوله... يسقط في كل مرة

قال الراوي : حسبي الله ونعم الوكيل

طيب . المهم

كان الحورا معه طويلاً .. والذي يعنيني

أنه عندما كشف الأجواء التي تحيط به

( وكنت لا أعرف هذا من قبل )

فقال .. أنه كلما استقام انتكس

وكلما حاول .. لم يستطع الصمود

ثم قال هناك بلاء محدد هو الذي أعاني منه..

معصية بعينها تقض مضجعه ،

وأصبح يشعر أنه لا يستطيع الخلاص منها ..



قال : ولا أستطيع التصريح لك ..أكثر من هذا

وأكثر ما يعذبه أنه في نظرهم ( قديس ) هكذا عبّر

لأنه يقول هكذا يسمونه بينهم ..!!

لأنه يحاول أن يغض طرفه ، ويضبط جوراحه

ويدقق في تعاملاته معه لاسيما مع الجنس الآخر

في وسط تلك الأجواء الشيطانية ..

ولكنه إذا خلا بنفسه ينهار في كثير من الأحيان

المهم أخذ يعيد ويكرر ..

أن هذا البلاء سببه تلك الضغوط من المغريات

التي يرى أن اي عابد متبتل لن يصمد امامها

وزاد فقال :

هل تصدق أنني أحيانا أهرب من هذا الجو الخانق

إلى رحاب المسجد منذ صلاة الفجر إلى صلاة الظهر

ثم أعود للغداء ، ثم أرجع الى المسجد وهكذا إلى الليل ..

لاحول ولا قوة إلا بالله

المهم ..قلت له انا لا يعنيني أن اعرف

ذلك البلاء الذي تشكو منه بكل هذه المرارة

الذي يعنيني شيئ واحد فقط

قال ما هو ؟؟

قلت : أن تكون ذكيا

قال متسائلا .. سبحان الله.. ذكيا:؟؟؟

قلت نعم .. ذكيا فطنا أريبا

قال : كيف ..؟؟

قلت :لن أطالبك بالانخلاع من هذا الجو

لاسيما وأنت لا زلت طالب يعني عالة على والدك

ولن أطالبك أن تنخلع من جلدك بالكلية

ولن أطالبك أن تحمل سيفا لتواجه أهلك وأقرباءك

وهم الذين استمرأوا هذا الجو الموبوء

ولكني أطالبك بشيء واحد

أن تكون ذكيا .. بمعنى

أن ( تحااااااول ) الاستقامة ..

وأن تواصل ( مجاهدة ) نفسك على ذلك ..

فإذا سقطت ووجدت نفسك في الوحل ..

فلا تستسلم

بل افزع الى الله وابتهل اليه ،، وجدد التوبة

وأغسل وجهك من آثار الوحل ، وانفض ثيابك ، وشمر من جديد ،

ركضا إلى الله وعلى وجهك تنساب دموعك

تحكي قصة معاناة قلبك لربك الذي يعلم السر وأخفى ..

فهو يحب منك أن تكون هكذا .. عبداً توابا أواها منبيا إليه

سبحان الله

المهم .. حاول أن ( تعوض ) ما فاتك

ليس شرط أن تسير بنفس سير إخوانك الذين تصحبهم

ووتعاون معهم على الخير ،وما اتفقتم عليه خطوة خطوة

ولكن المهم الآن ,, أن لا تستسلم ابدا للشيطان

حتى لو وقعت في هذا البلاء الذي تشكو منه ..

عشر مرات في اليوم الواحد..

لا تستسلم أبدا ابدا ..

و كن ذكيا

حرك مشاعر الإيمان في قلبك

وكيف ان الله يسترك

سبحان الله

وكيف أن الله يحلم عليك

وكيف أن الله يرحمك

وكيف أن الله لا زال يحسن إليك

كيف أن الله يسر لك اصحاب خير يعينونك

كيف أن الله هداك وسط هذا البلاء الساحق الماحق

سبحان الله

حرك هذه المشاعر وأمثالها كلما استطعت ..

واستأنف السير مع الله في كل مرة

ابدا من جديد بعد كل عثرة

اعزم أن تشمر لتنافس أخوانك

جدد التوبة .. وألح على الله في الدعاء

واذرف دموعك بغزارة لوتستطيع

ثم ( حاووول ) أن تسير ..ولو بثقل ..

حاوول أن تسير ولو بخطوات بطيئة ..