د. عبد الرزاق كسار
لا أحد يحب الفقر , أيرضى أحدكم أن يكون مفلساً ؟!
كل شخص له ( بنكه ) الخاص ؛ يودع به ما شاء ومتى شاء،ويسحب منه ما شاء ومتى شاء .
ولكن هذا البنك يختلف تماماً عن البنوك المالية .
قبل الحديث عن هذا البنك الخاص , دعونا نقرأ هذا الحديث .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع , قال صلى الله عليه وسلم : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ,ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا,وأكل مال هذا,وسفك دم هذا , وضرب هذا , فيعطي هذا من حسناته فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) رواه مسلم.
لو تخيلت كل شخص يملك بنكاً خاصا لمشاعره , بما فيهم أنت !!
وكل كلمة أو فعل أو إشارة حسنة توضع في هذا البنك كرصيد لك عند الآخر . وكل تصرّف سيء أو إساءة بكلمه أو فعل أو إيماءة تسحب من رصيدك في بنك الآخر. وأنت كذلك كل إحسان يقدم لك من شخص يوضع في بنكك باسمه ... وهكذا . قد يقول قائل وما فائدة هذه البنوك المخصصة للتصرفات والسلوك و المشاعر ؟!
هذه البنوك تزيل البغضاء والشحناء من نفسونا وتجعلنا نقدر بعضنا ونحب بعضنا , ونحتفظ بالود , ونرسوا على ميناء الوفاء العظيم .
نستغل أرصدتنا لدى أبنائنا فنقوم بتوجيههم دون أن يغضبوا لأن لدينا رصيداً كبيراً من التصرفات الرائعة في حسابنا في بنك مشاعرهم.
كما أن أي مسؤول يستطيع معاتبة موظفيه و مرؤسيه على تقصيرهم،ومحاسبتهم حساباً دقيقاً وحازماً ؛ دون أن يخشى من تأثير ذلك سلبياً عليهم , لأنه أودع في السنوات الماضيه الكثير من المشاعر الصادقة و الجميله لديهم .
أودعوا في حسابات من حولكم كل حب وود وصدق ونصح وتشجيع وثناء ورفق ولين ؛ حتى تضمنوا تبادل مشاعري كبير بينكم , وحتى تكسبوا الأجر العظيم , وحتى تكونوا مؤثرين وفاعلين في المجتمع .
ألم يقل المصطفى عليه الصلاة و السلام ( حرم على النار كل هين سهل قريب من الناس )
كن قريباً من نفسك و محباً لفعل الخير , وراقياً بفكرك وبتصرفاتك , وسيكون الآخرون كذلك .