عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2008-01-02, 12:39 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
ولعل أهم آثار هذه السموم على الأسرة ما يأتي : ـ


1ـ كثرة الخلافات الأسرية : ـ بسبب ( التوتر ، الشك ، الكره ) .. وذلك بسبب التوتر الشديد الذي يعيشه البيت الذي فيه متعاطٍ للمخدرات ، كما أن الشك يسيطر على هذه الأٍسرة فيدمر حياتها ، ويحيلها إلى جحيم ، ولا تسأل عن البغض الذي ينشأ بين أفراد هذه الأسرة مما يشاهدون من عدوان وسوء معاملة بين الزوج والزوجة ، أو بين أفراد الأسرة الآخرين .


2ـ الاعتداءات الجسدية والجنسية : ـ أصبحت القصص في هذا المجال أكثر من أن تحصى ، فالضرب شيء معتاد ، والتعدي بالطعن وربما القتل أمر وارد في حياة المدمنين ..

كما أن هؤلاء لا يتورعون عن الاعتداء الجنسي على المحارم ، وهذه قصة غريبـة عن أب يلقي بطفلتـه من الدور الثانى لتموت في الحال ، وبدون أي ذنب جنتـه ، وفى التحقيـق مـعه تبين أنه كان في حالة سكر شديد ، وهكذا نرى إلى أي مدى يتجرد المدمن من إنسانيته وأبوتـه ويتحول إلى وحش بدون عقل يفكر و بدون مشاعر تربطه بالآخرين .

أرسلت إحداهن إلى أحد المشايخ هذه الرسالة : يا شيخ أرجوك رجاءً أن لا تهمل رسالتنا هذه .. ثم تقول نحن أربع بنات أكبرنا تقارب الثلاثين من عمرها وأصغرنا قريبة من الخامسة عشر من عمرها .. ولدينا إخوة في أعمار مختلفة .. ثم تقول أمي طيبة لا حول لها ولا قوة كلما تدخلت في شيء يقوم أبي بطردها أو التهديد بالطلاق ..

المهم يا شيخ أن مشكلتنا تكمن في أن أبي يحاول أن دائماً الاعتداء على أي واحدة منا كلما رآها وحدها .. فنحن دائماً في خوف داخل البيت لدرجة أننا لا نستطيع النوم إلا إذا كان الباب مغلقاً بالمفتاح حتى نشعر بالأمان ثم تقول في نهاية رسالتها ، ملاحظة ربما فهمت قصدنا يا شيخ بكلمة يعتدي علينا أو يريد الاعتداء علينا ولا أستطيع ولا أريد التوضيح أكثر من ذلك( قناة المجد برنامج أريد حلا ) .


3ـ الطلاق : فلما تجد بيتاً تدخله هذه السموم إلا انتهى بالفرقة والشقاق والنزاع والطلاق ، فيضيع الأطفال ، وتتشتت الأسرة ويتهدم كيانها .


4ـ الخيانة الزوجية : ـ تكثر في حياة المدمنين من زوج أو زوجة قصص الخيانات الزوجية ، ذلك أن المخدر تموت معه الغيرة ، ويتبلد معه الإحساس ، فيتحول الإنسان إلى بهيمة يفعل كفعلها ، فليس لديه ما يحافظ عليه من عرض أو كرامة لذا فالزوجة تخون ، والرجل كذلك يخون ، وكفي بذلك سبباً لانهيار دعائم ذلك البيت .


5ـ التقتير في النفقة والإسراف في شراء المخدر : وهذا يقضي بالزوج إلى بيع أثاث بيته ، وربما ذهب زوجته، وكل دخله يحوله إلى هذه السموم ، فيعيش أفراد الأسرة في حالة فقر وحاجة ، مما قد يدفعهم للعمل خارج البيت وهم في سن م بذلك مبكرة على ذلك، ربما يصل به الأمر إلى التنازل عن عرض زوجته أ ابنته كما رأينا في القصة السابقة.

6ـ ضياع الأبناء : لك أن تتصور أخي الفاضل أسرة يعيش فيها الأب أو الأم أو هما معاً تحت وطأة هذه السموم كيف سيكون حال أبنائها ، كيف سيعيشون ، كيف سينشئون ، يرون المنكر ، يشاهدون العنف ، يعيشون الرعب والخوف ، في الغالب سيهربون من جحيم البيت إلى الضياع ولكن من بوابة أخرى ، كما أنهم يصابون غالباً بأمراض نفسية مدمرة كالقلق والاكتئاب وغيرها .




الآثار العامة على المجتمع : -

كل ما سبق ذكره من آثار على الفرد الذي هو لبنة الأسرة التي هي لبنة المجتمع ، سينتهي أخيراً إلى آثار عامة على المجتمع بعمومه ولعل من أظهر هذه الآثار ما يأتي :


1ـ البطالة : فالمدمن إنسان فاقد لهويته ، ضعيف في همته، لذلك فهو لا يتقن عملاً ولا يستمر في وظيفته ، إنما هو رصيد جديد في عداد العاطلين .


2ـ ضعف الإنتاج : لك أن تتصور أخي الكريم مجتمعا صغيرا ( كمؤسسة ) مثلاً ، فيه (50% ) مدمنون ، كم سيكون الإنتاج ؟ إنهم لن ينتجوا شيئاً ، وذلك لكثرة النوم ، والكسل ، والمزاجية ، المدمن إنسان لا يملك نفسه بل المخدر هو الذي يملكه ، وهذه صورة مصغرة للمجتمع بعمومه إذا عم فيه هذا البلاء .


3ـ إشاعة الجريمة : هذه السموم تقود إلى مجموعة جرائم ، يشيع معها العنف والخوف والقلق ، ولعل أهم تلك الجرائم : القتل ، السرقة ، انتشار الرذيلة الأخلاقية ( بيع الشرف والعرض ) .



4ـ الهدر المالي لمقدرات الوطن : ـ قد لا يقدر الإنسان ذلك الحجم الهائل مما يصرف من الأموال بسبب هذه السموم ذلك أن علاج الإدمان ، والأمراض الناجمة عنه مكلف جداً ، كما أن مكافحة هذا البلاء يحتاج ميزانيات ضخمة ، وكل هذا لم يفكر فيه هذا المتعاطي أو المروج .



د / عويض بن حمود العطوي
عضو هيئة التدريس بجامعة تبوك