عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2008-01-01, 2:45 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
وتقول أخرى

أعلم أنه ليس لي الحق بالتكلم عن أبي بهذه الطريقة ولكن هي تراكمات سنين مضت من العمر تصل إلى 26عاما ... هل تعلم من هو أبي ؟!
إنه المشهود له بين زملائه وجيرانه بدماثة الخلق ، والتعامل الحسن ، ويفترض أن يكون كذلك مع أسرته التي عددها 10 أشخاص ، لقد نشئت كأصغر بناته .. و يمر اليومين والثلاثة لم أرى فيها وجه أبي ، فهو ليس يسافر ، بل يأتي للمنزل كعادة أي أب في مجتمعنا ، ولكن رؤيتنا له قليله ولو حدث وحضر ونحن جلوس هبَّـينا مذعورين ، فلا يوجد في قاموسِ أبي قُبْلة ، أو ضمة أو كلمة حب أو مسحة رأس ... في أيام طفولتي كنت أشك بمعرفته لإسمي ، فأفرح كثيرا حينما أسمع أسمي على شفتيه ... هكذا كبرت وهكذا تزوجت أيضا ، دون أن يأخذ رأيي أو إعلامي فقط ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، لقد أجبرني على الزواج من رجل لا أريده وبيني وبينه الله الذي لا تنام عينه ... فعندما أَقدم كل ثلاثة أشهر لزيارة أهلي في منطقة بعيدة ، أَطْبع قبلة على رأسه والقلب ينزف ألم ، أجلس بجانبه والمسافة بيني وبينه كما بين المشرق والمغرب ، لا أستطيع أضع عيني بعينه ... وتقول إحداهن – أبي يقف حجر عثرة، في طريق عفتنا ، فيمنع ويرفض الكفء بحجج واهية ،

ونظل أنا وأخواتي بين نارين ..

فنستحي أن نصارح أبانا برغبتنا في الزواج وحاجتنا إلى العفاف ...

فإما أن نرضى ونسكت... وإما أن نلجأ إلى دواعي الإنحراف ...

وتقول إحدى الفتيات :

لعل من يرمقني يرى في عيني دمعة شجية ، وفي قسمات وجهي لمحة حزينة ، فلقد أثخنتني الجراح ، وضاقت علي الأيام ، حتى استوى عندي الليل والنهار..

وأنا اكتب هذه السطور كأن الأيام ترجع بي إلى الوراء ...

أنا ابنة ككل البنات... لكن....طبعي الهادئ، وصمتي الزائد ، اعدم أهمية وجودي وسلب مني حقي ، أنا ترتيبي بين إخوتي الأشقاء الرابعة من غير إخوتي من أبي.0

بصراحة ...

لم أجد من يفهمني في البيت ، حتى صرت مع الليالي والأيام في حديث أَخلف في فؤادي همَّا وفكرا حائرا ، فكنت كالدرة اليتيمة التي تبحث عن من يترجم لها الشكوى الأليمة ...

" أبي وإخوتي " كابوسٌ اغتالوا طفولتي .. بل إعصارٌ في نهار بائس انهال على رأسي.. وعنوانٌ بارد ألبَسته لي ظروف الحياة دون أن أدري ..!!

ليتني لا أسمع صوت الخشخشة في صدري حين أقتل كل مشاعري ، لكني أُطلقها – رغما عني – وإرضاء لأمي فأقول لـ" أبي " ..

أمي ليتك حية كي أخبرك بأن " أبي " الذي كان شبه ميّت قبل وفاتك ، بعد أن أوقع جُرمه عليك ، ، ليتك على قيد الحياة لأخبِْرك بأن من زعمت أنه " والدي "قد صار " ميّتا " الآن بشهادة الأكوان كلها .. ووفق مؤسسات حقوق الإنسان جميعها ..!! أشهد أن الله قد ابتلانا بأمثاله .. والحمد لله أن الحياة الدنيا " قصيرة فانية " وإلا لطالت أيام العذاب ، وأشهر اللأواء .. واستمرّتْ مساومات الاضطهاد ..

أبي تزوج بعد وفاة أمي ، فأسأ إلينا ، وأحرمنا من لذة العيش ، وجعلني خادمة لزوجته وأبناءها ، لا أستطيع البوح بما سطره أبي في شبابي من عناء وقهر ، وحرمان من الأزواج الذي يأتونني لخطبتي ، لأنه يريد أن أكون خادمة له ولزوجته القاسية ...

لقد بلغت الثلاثين وأنا أغبط الناس على تلك الأحاسيس .. وأحسدهم على تلك الغرائز !! أتساءل ما إن استطعت استعارة " أب " قبل وفاتي .. لربما عوّضت جزءا من الإحساس الأليم الماضي قبل أن أموت قهرا ، كأمي التي لم تستطع استعارة كلمة " زوج " في حياتها ...
ليتكم تشعرون بنا عموم الآباء ..وتعلمون كم الحياة ماضية بنا وبكم .. وتدركون أن الرسالة أعظم من رغيف خبز ، تسكت جوعنا العضوي ، دون أن تُشبع جوعنا الغريزي ..

.. بناتكم بحاجة إلى الدفءِ ، نحن .. بحاجة إلى قلب نقي مورق بشتى براعم العطف والحنان ، لا الخذلان والحرمان ..

أيها الآباء .. أيتها الأمهات ..

متى تُبدلونا الآلام التي تنداح في أجوافنا ؟
متى تنزعون الآهات التي تتلوى في صدورنا ؟

ألسنا فلذاتكم ؟

ألسنا من أسميتمونا يوماً " حُبَّكم " ؟
أفكانت الراحةِ دراكم لو حُرمتمونا ؟
ماذا لو بحثتم عنا بين أطفال الأنابيب ؟

ماذا لوتعرّفتم علينا عبر دور الأيتام وملاجيء المفقودين ؟

اختنق عويلي تحت أقدام يأسي ..
وتهتّكت كلماتي رغم إيماني ..
وانقبضت شفتاي على سؤال ربي :

أن " يحاسبكم على مافرّطتم ،
وأن يعاقبكم على جحودكم ،

مادمتم على يقين بمعادلة وضْعها بين أيديكم :

"من استرعاه الله .......... وبات وهو غاش ........ لم يجد رائحة ........"( الحديث ) انتهى كلامها ...

ولذلك من الضروري أن يكون التعامل في المنزل مبنيا على الطيبة والرقة والعاطفة والمشاعر الحانية...

لان العنف والقسوة والصلف والشدة والتقريع والتجريح..يجعل الأبناء ينكفئون على أنفسهم ولا يعبرون عن ذواتهم ، وكلما زاد الضجر والعنف
واللين والرفق والمشاعر الدافئة ، كلما جعل مساحة العاطفة تضمر ...

أيها الآباء........

ابعثوا الكلمات الرقيقة المغلفة بعبارات الحب والتلطف ...

لأن ذلك يفضى إلى الاستقرار والطمأنينة ..

وكذلك إشباع الحاجات العاطفية..

وكلما زاد الإشباع العاطفي يكون ذلك معززا لتحمل الصدمات الافتراضية مستقبلا في زحمة الحياة وقسوتها ..

وبطبيعة الحال لابد ان تكون التنشئة معززة بحب الله ورسوله الله صلى الله عليه وسلم..
وكذلك تقوية أواصر المحبة بين الأبناء ونبذ الأنانية...

بالإضافة إلى إقامة جسور المحبة بين الإخوة والأخوات ...

وتعزيز خاصية الجود وتبادل سمات الكرم أخذا وعطاء،لان ذلك يعمق مشاعر المحبة..

لاشك أن للعاطفة والحنان , والتلطف بالمفردات وتتابعها مع الزمن بشكل مضطرد حتى مع نمو كبر الأبناء لها أثر كبير في الاستقرار وكل ذلك ينعكس على الوضع النفسي والاجتماعي والصحي والحياة بصفة عامه...

إن بناتكم بحاجة .....
إلى الحب.... وإشباع العواطف
بحاجة إلى القلب..... الرحيم
إلى الكلمة...... اللطيفة
الى اللمسة ....الحانية.....
إلى من يفهمهن... ويحتويهن

لولا الحنان لما رأيت سعادة *** لولا السماء لما رأيت نجوما

إن الرحمة بهن والشفقة عليهن صفة من صفات النبوة وهي طريق إلى الجنة والفوز برضوان الله تعالى:
روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى عائشة رضي الله عنها فأعطتها ثلاث تمرات, فأعطت كل صبي لها تمرة, وأمسكت لنفسها تمرة, فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما , فعمدت الأم إلى التمرة فشقتها فأعطت كل صبي نصف تمرة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته عائشة فقال صلى الله عليه وسلم ((وما يُعْجِبُكِ من ذلك ، لقد رحمها الله برحمتها صبييها)) ..

أيها الآباء ...

عليكم بإكرام بناتكم والعطف عليهن ورحمتهن :

كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخلت عليه فاطمة قال مرحباً بابنتي..

وخرج يوماً يصلي بالناس وهو يحمل أمامة بنت بنته زينب، فكن إذا ركع وضعها وإذا قام حملها ، وكأنه لم يكن عندها من يقوم بأمرها فخشي عليه ...

كان النبي صلى الله عليه و سلم من أرحم الناس بالصبية عموماً سواء كانوا ذكورا أو إناثاً يقبلهم ويمسح على رؤوسهم ويدعو لهم ويداعبهم وفي هذا خير كثير.

ملحوظة مهمة جدا ....

كلما كبرت الفتاة احتاجت إلى مزيد من الشعور بالتقدير والاحترام ، فإذا وفرت لها هذه الحاجة وأحست بأن لها في بيت أبويها قيمة ومنزلة ، كان ذلك أدعى إلى استقرار نفسيتها وطمأنينتها واستقامة أحوالها وخصوصا إذا كانت مطلقة ، أما إذا رأت الاحتقار والإهمال فلا تعامل إلا بلغة الأمر والنهي وطلب الخدمة ، أو رثها ذلك كرها لبيتها ولأهلها وربما وسوس لها الشيطان فأخذت تبحث عما تفقد من العطف والحنان بالطُرق المحرمة التي تؤدي بها إلى هاوية سحيقة الله أعلم أين يكون قراره...

ومن المهم ...

العدل بينها وبين إخوتها من الذكور والإناث ، فإن الشعور بالظلم والانحياز إلى غيرها أكثر ما يزرع في نفسها الكره على أبويها والحقد على من فضل عليها من إخوتها أو أخواتها ، فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم.....

إذا

لنودع القسوة مع البنات ...